على ضفتي عاصي حماة.. طبول للحرب ومزامير للانتخابات
بلدي نيوز- حماة (شحود جدوع)
مازال نظام الأسد يتبع إرشادات غوبلز، اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك ويصدقك الآخرون. ففي أتون المعارك المشتعلة في ريف حماة، ومع كثرة قتلى النظام، وتقدم الثوار، مازال للنظام وأعوانه نَفسٌ ربما يكون الأخير، لنشر الدعايات الانتخابية، من قبيل "سنمحيها" و"خلصت"، دون أن يتم تحديد نوع المحو والفعل بالضبط.
ففي حماة ريفاً ومدينةً، انتشرت صورٌ لمرشحي مجلس الشعب، حملت كل لوحة صوراً وشعارات كتب عليها "تحت ظل القيادة الحكيمة.. لأجلك سورية.. نسمع نتكلم نعمل"، في انفصال تام عن مجريات الأمورعلى بعد عدة كيلومترات في الغرب الحموي المحرر، حيث تمكن الثوار من تحرير المنصورة وصوامعها في سهل الغاب.
وفي هذا الصدد، قال العقيد الطيار المنشق مصطفى بكور "ما يحدث في سهل الغاب بحماة عملية استباقية للثوار بعد وصول أحد ألوية النخبة في الحرس الثوري الإيراني"، موضحاً أنه "في التكتيك الحربي العمل الاستباقي ضد العدو أقل كلفة من الدفاع".
تناقضات الحملات الانتخابية المتجاهلة للوضع لا تبتعد كثيراً عن تناقضات التصريحات الرسمية السورية بشأن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وفي ظل احتدام المعارك في سهل الغاب، وتقدم الثوار، يرى أهالي حماة أن الحملة الانتخابية ماهي إلا استعراض لقوة النظام وثباته الواهيين.
سارة طالبة في كلية التربية، وهي من أهالي حماة، تقول لبلدي نيوز: "بين يومٍ وليلة انقلبت مدينة حماة ذات الطابع المحافظ الى مايشبه الملهى الليلي لجميع الشذاذ ومهووسي الغناء والدبكات الساحلية"، وتتابع سارة قائلةً "الخيام الانتخابية ملأت ساحات المدينة بالإضافة الى شبكات النت -الواي فاي- المفتوحة مجاناً لرواد الخيام".
ولم تجد هذه الخيام رواداً لها من أبناء المدينة المحافظين، فاقتصر روادها على الشبيحة، الأغاني الشعبية الهابطة والمشروبات الروحية أهم ميزات الحملات الانتخابية.
الحاج محمود لم يَرَ طيلة حياته في مدينته حماة مستوىً أخلاقياً هابطاً مثل الذي يراه اليوم بحسب ما عبر لبلدي نيوز، يقول الحاج محمود "منذ أن بدأت الحملات الانتخابية ونصبت بيوت الشَّعر والخيام في ساحات المدينة أصبحت المدينة مرتعاً للزعران"، وتابع الحاج قائلاً "مدينة العلماء أصبحت لا تطاق".
وتعيش مدينة حماة اليوم حالة من الاغتصاب اليومي لتراثها، وأعرافها، وتقاليدها، من قبل محتليها، بحسب ما يقول أهالي المدينة.