EA WorldView – ترجمة بلدي نيوز
تؤكد مصادر مطلعة في سوريا وخارجها أنه تم عزل شقيق الرئيس السوري "ماهر الأسد" من رتبته العسكرية ونقله عن قيادة الفرقة الرابعة.
وأشارت بعض المصادر المطلعة إلى أن ماهر قد تم تهميشه الأسبوع الماضي ونقله من قيادة اللواء 42 للفرقة الرابعة إلى هيئة الأركان العامة في الجيش السوري، غير أن آخرين قد حاولوا تصوير هذه الخطوة كترقية بإعطاء ماهر الأسد رتبة "لواء".
وفسرت مصادر محلية التناقض الواضح في تفسير الإجراء ، حيث قالوا أن نقل ماهر الأسد إلى هيئة الأركان هو وسيلة لتهميشه من دون أن يتسبب ذلك له بمزيد من الذل والإهانة.
وأشارت المصادر أن خطوات مماثلة قد استخدمت مسبقاً للحد من سلطة مسؤولين عسكريين أو سياسيين آخرين، سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم، وأكبر مثال على ذلك هو عم بشار الأسد "رفعت الأسد" والذي قام حافظ الأسد بعزله وتهميشه في الثمانينات.
ويوضح مصدر في دمشق بقوله: "الشعب السوري يفهم جيداً معنى "الترقية" في دولة البعث، فهذا المصطلح يجلب للأذهان سلسلة لا نهاية لها من "الترقيات" التي بدأت في عام 1963 مع ترحيل مسؤولين من خلال تسميتهم كسفراء".
كما يذكر المصدر النبذ المؤقت لبثينة شعبان، والتي تشغل حالياً منصب المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري، بعد أن أغضبت بشار الأسد في عام 2002 وتم نقلها من قسم إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية، وعينت كـ"وزير للمغتربين"، وبعد ذلك نادراً ما ظهرت في الصحافة أو على شاشات التلفزيون.
مثال آخر هو "ترقية" غازي كنعان من رئيس جهاز الأمن السوري في لبنان إلى وزير الداخلية، الأمر الذي سرعان ما أدى إلى انتحاره!
ويؤكد مصدر آخر على مدى أهمية ورمزية "الفرقة الرابعة" والتي تم إنشاءها من قبل "رفعت الأسد " قبل طرده من قبل رأس النظام السوري، وهي فرقة تتكون من 20.000 ألف ضابطاً وجندياً -معظمهم من العلويين الطائفة التي ينتمي إليها الأسد- ومهامها الرئيسية هي تأمين العاصمة وحمايتها، بالإضافة إلى مهمات خاصة ولا سيما المجازر الجماعية، كالتي تمت في مدينة حماة عام 1980 لقمع الانتفاضة الشعبية هناك.
ويشير المصدر أن "ترقية" ماهر الأسد إلى رتبة لواء تأتي في توقيت غريب، فعادة ما يتم الإعلان عن الترقيات العسكرية في نهاية العام وليس في شهر أذار.
ويضيف المصدر: "إن نقل ماهر من "وضعية القتال" إلى "إدارة المعلومات في هيئة الأركان العامة"، والتي لطالما كانت داراً للمسنين للمسؤولين والعسكريين لا يمكن أن تفسر إلا بتفسير واحد هو.. الترقية في القاموس البعثي".
ولكن لماذا تتم تنحية ماهر الأسد الآن؟ هل كانت هناك محاولة انقلاب من ماهر على أخيه الرئيس؟
فالرئيس الأسد وشقيقه الأصغر لديهم تاريخ طويل من الخلاف، يعود تاريخه إلى استلام السلطة عام 2000، والتشاجر على السياسة السورية في لبنان، بما في ذلك قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الوجود العسكري السوري في لبنان والذي استمر لما يقرب من 30 عاما، وقد تجددت النزاعات حول التعامل مع الثورة السورية في عام 2011، فماهر كان يلوم أخيه على تأخره وتلكؤه في حملة القمع ضد المحتجين.
وحتى الآن، لم يسبق لهذه النزاعات أن منعت من صعود ماهر إلى القيادة العسكرية، والذي يشير إلى أن الانقسام الحالي هو أكثر بكثير من خلاف حول التكتيكات، وفقاً للمصادر.
كما وأعلنت قناة العربية الأسبوع الماضي أن السبب هو محاولة ماهر الاستيلاء على السلطة من أخيه، وقال المصدر السعودي أن ماهر قد حاول التقرب من إيران للحصول على الدعم، ولكن طهران -والتي أعلنت دعمها القوي للحفاظ على بشار الأسد في السلطة- رفضت.
وبعض المصادر المحلية حذرت من مزاعم العربية، والتي تكررت من قبل منشقين عن الجيش السوري مثل العقيد أحمد رحال، وقالوا أنه لا دليل على هذه المزاعم، ولكن وفي الوقت نفسه، أشاروا إلى أن السيناريو معقول، حيث أن ماهر يقامر على ميزان القوى بين إيران وروسيا والنظام.
ووفقاً لأحد المصادر، يتم التحكم بوزارة الدفاع في سوريا من قبل روسيا، في حين تسيطر إيران على الاستخبارات والأمن، وربما تسعى طهران إلى مزيد من النفوذ من خلال هذا الموقف، عن طريق مشاركة ماهر، وربما هذا ما جعل ماهر الأسد يحاول استغلال ذلك ليحل محل أخيه، وإذا كان الأمر كذلك، فقد أخطأ في حساباته.
ويشير مصدر آخر أن الأحداث قد تمت إثارتها بعد وفاة والدتهم أنيسة مخلوف، لأن هناك توازي تاريخي الآن لما حدث في الثمانينات -فناعسه شاليش، والدة حافظ ورفعت الأسد- توسطت بينهما عندما كانوا على وشك القتال حول القصر الجمهوري في وسط دمشق.
وكان هذا الدور الذي لبعته أنيسة مخلوف حتى ماتت، وهو ترجيح كفة التوازن بين ماهر وبشار.