بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
"ارتفاع نسبة العنوسة في سوريا إلى 70 في المئة"؛ هو العنوان الذي امتلأت به صحف النظام ومن والاه، في محاولة منها للفت النظر عن الواقع المزري الذي آلت إليه ظروف الشبان والشابات في سوريا، وإلقاء اللائمة على الثورة.
وفي الصدد؛ نقلت بعض الصحف الموالية تصريحات نسبتها إلى قاضي الأسد الشرعي الأول في دمشق "محمود المعراوي"، يشير فيها إلى ارتفاع نسبة العنوسة، التي يرى أن من أسبابها "الحرب"، إضافة إلى جملة من العوامل الأخرى، وأكد "المعراوي" أن وصول نسبة العنوسة في سوريا إلى 70 في المئة، هو بسبب الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، في إشارة ضمنية إلى الثورة.
وعن الموضوع تقول المحامية "هديل صالح" في تصريح لبلدي نيوز؛ "من الطبيعي أنّ الحرب أدت إلى مشاكل اجتماعية، كالعنوسة والطلاق، لكن قبل أن نشير إلى المشكلة علينا أن نسأل من تسبب بالحرب "من خلق المشكلة؟".
وأضافت، "من السهل إلقاء التهم باتجاه حالة اجتماعية أو تقليد اجتماعي، لكن الصواب في عرفنا القضائي أن نسأل؛ من يقف خلف الجريمة بالأدلة"، وتختم بالقول: "الثورة دائماً يراد لها أن تكون في القفص".
وفي السياق؛ تتحدث وسائل الإعلام الموالية وتركز على قضايا ارتفاع أعداد الشباب العاطلين عن العمل، وفقدان القدرة على الزواج، وصولا إلى ملف العنوسة، وتقول إحدى الصفحات؛ "وفقاً لإحصاءات تم إجراؤها خلال "الأزمة" يوجد نحو 3 ملايين شاب سوري غير قادرين على تحقيق طموحهم في الزواج، يضاف إليهم مئات آلاف الشباب الذين هاجروا إلى الخارج، وكل تلك العوامل ساهمت في ارتفاع نسبة العنوسة".
وتذهب معظم الصحف الرسمية والموالية لنظام الأسد؛ لتوصيف الحالة الراهنة بـ "الأزمة" كمصطلح ينتج حقائق مشوهة ومضللة، ورمي "الثورة" بما ليس فيها.
وفي السياق؛ "تقول "ناديا" المعيدة في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق: "الحرب تؤدي إلى كوارث إنسانية، اقتصادية، اجتماعية، لكن يستحيل أن تبرر الغاية الوسيلة، الغاية كانت البقاء على رأس السلطة، إقحام الثورة في كل شيء غاية، الوسيلة تشويه الحقائق".
وتضيف، "لدينا الكثير من الأسئلة التي تبرأ ساحة الثورة، اجتماعياً بالطبع، من تسبب بالبطالة قبل "الأزمة"، من تجاهل العقول الشابة والخبرات؟ وأجبرها على الهجرة قبل "الأزمة"؟، من خطط لاقتصاد سوري أثبت فشله أثناء "الأزمة"؟، من سمح للفساد باﻻستشراء ومكّن للمفسدين قبل "الأزمة"؟"
وأردفت، "تعمدت ذكر الأزمة إن صدقنا جدلاً أنها ليست ثورة، لكننا نسأل عن مظاهر سادت قبلها، ولم تجد علاجاً".
وتختم بالقول؛ "يبدو أنّ نظام الأسد تعاطى مع الموضوع من منظور "ميكافيلي"، هدفه البقاء على كرسيه، وسيلته تشويه البديهيات".