بلدي نيوز- (حذيفة حلاوة)
يواجه مزارعو محافظة السويداء مشكلة تسويقية بالنسبة لمحصول التفاح، وانخفاض سعره في السوق المحلية أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج، ويأتي ذلك بعد أن أعلنت عدة دول عربية رفضها شراء المحصول نتيجة ارتفاع نسبة المبيدات فيه.
وقالت مصادر محلية من السويداء؛ إن السعودية والأردن ومصر رفضت شراء التفاح السوري، نتيجة عدم مطابقته للمواصفات العالمية، واحتوائه على كمية كبيرة من المبيدات الحشرية السامة، التي تفوق الحد المسموح فيه عالمياً.
ونتيجة رفض هذه الدول شراء محصول التفاح الذي يأتي معظمه من حقول السويداء؛ فإن الفلاح بات أمام خيارين، أحدهما بيع المحصول في السوق المحلية التي تعاني أصلا من انخفاض الأسعار، بحيث لا تحقق سعر التكلفة مما يسبب خسائر فادحة للفلاح.
والخيار الثاني هو ترك المحصول على ما هو عليه وتعرضه للتلف، خاصة مع عدم القدرة على تخزينه في البرادات نتيجة عدم استهلاك الكميات التي سبق حفظها.
ورجحت مصادر من المحافظة أن يكون سبب ارتفاع نسبة المبيدات الحشرية يعود إلى اعتماد الفلاحين على أدوية تجارية من السوق السوداء بسعر أقل من سعر المبيدات التي تباع في المحال المعتمدة، وعزت ذلك لتقصير حكومة النظام في أداء مهامها فيما يخص حماية المستهلك والرقابة التجارية.
وكان رئيس غرفة زراعة السويداء، حاتم أبو راس قال: "الإنتاج الغزير لمحصول التفاح في السويداء وما قابله من استجرار قليل للسوق الداخلية في المحافظات، الذي اقتصر على محافظتي دمشق وحلب، وعدم وجود سوق خارجية؛ أبقى آلاف الأطنان من التفاح غير المسوق ضمن البرادات الخاصة على مستوى المحافظة"، وأشار أبو راس إلى حالة القلق من الكم الموجود من التفاح في البرادات والذي ما زال يتجاوز الـ 18 ألف طن".
وبالإضافة إلى محصول التفاح في السويداء؛ فإن محصول الحمضيات في الساحل السوري يعاني من نفس المشكلة من حيث انعدام التصريف في السوق المحلية بالمقارنة مع كمية الإنتاج المحلي، وارتفاع خسائر الفلاحين، بالرغم من توقيع نظام الأسد على عدة اتفاقيات لإيجاد أسواق خارجية لتصريف الإنتاج المحلي في القرم وروسيا وإيران.
وكانت المؤسسة السورية للتجارة قامت بداية شهر شباط الماضي بتسيير حوالي الثلاثين سيارة جوالة في أحياء دمشق وريفها لبيع مادتي الحمضيات والتفاح للمدنيين بأسعار مخفضة بنسبة 25 بالمئة عن السوق، واستجرار كميات تصل إلى 100 وحتى 200 طن حمضيات يومياً، وعرضها في صالات البيع، بهدف العمل على تسويق الإنتاج المحلي نتيجة عدم قدرتها على تسويقه خارج البلاد.
الجدير بالذكر، أن زراعة التفاح تتصدر المرتبة الأولى من بين زراعة الأشجار المثمرة في محافظة السويداء، وتبلغ المساحات المزروعة بأشجار التفاح في السويداء 15719 هكتاراً، ويبلغ عدد الأشجار الكلي حوالي 3 ملايين شجرة، أكثر من ثمانين بالمئة منها مثمر.
وتتوزع مناطق زراعة التفاح في المحافظة في مناطق "ظهر الجبل، وعرمان، وسالة، ومفعلة، وقنوات، ومياماس، والكفر، ونمرة شهبا"، حيث يتميز تفاح السويداء بمواصفات فريدة من حيث الطعم ولون الثمار، وقابليتها للتخزين لفترات أطول والإنتاج ينحصر في صنفين "الكولدن والستاركن".