بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
قضت ست سنوات في معتقلات النظام، بعد اعتقالها على أحد الحواجز بتهمة التعامل مع المسلحين وتأمين انشقاق الضباط وتفجير جسر الشغور.
"رانيا عبد الحكيم" واحدة من آلاف المعتقلات السوريات اللواتي نجون من زنازين الأسد، تروي لبلدي نيوز تجربة ست سنوات من الاعتقال والتعذيب في سجون النظام.
تقول رانيا التي تنحدر من مدينة حمص، "كنت في طريقي إلى دمشق، أوقفني أحد حواجز النظام وقالوا لي انهم يحتاجوني لمدة ساعتين؛ فبقيت في السجون مدة ست سنوات، ذقت فيها ما لم أتوقع أن هناك بشرا يفعلون هذا".
وأضافت رانيا ذات الثلاثين عاماً، "بدأت قصة اعتقالي في آذار عام 2011، بتهمة التعامل مع المسلحين وتأمين انشقاق ضباط، وتفجير جسر الشغور، أُعتقلت أنا وأطفالي الثلاثة محمد 6 سنوات، وإيلاف 4 سنوات، ومريم 9 أشهر، بقوا معي في السجن لمدة ستة أشهر في معسكر "دير شميل"، وشاهدوا كل أنواع العذاب بأعينهم، ورأوا كيف يتم تعذيبي، وهذا بالنسبة لي أصعب من الموت".
تقول "رانيا": "تنقلت بين الأفرع الأمنية في دمشق بين الأمن العسكري والأمن الجوي، ورأيت أشياء لا توصف ولا يمكن لإنسان أن يتخيلها أبدا بدءا بالاغتصاب والحرق والسلخ إلى قلع الأظافر". وكانت جميع المعتقلات تتمنينْ الموت؛ فالعذاب لا يتوقف ويواصلون تعذيبنا ليلا نهارا".
تقول "رانيا": "عدد النساء اللواتي رأيتهن وسمعت أصواتهن وهن يعذبن خلال الستة أعوام بكافة الأفرع الأمنية يتجاوز الألف، وأكثرهن استشهدن تحت التعذيب".
وتضيف "خرجت من السجن أواخر عام ٢٠١٧، قام النظام بوضعي بأحد أحياء دمشق دون حجاب، وبثوب مشقق ودون حذاء والحروق في جسمي واضحة، ولا أعي أين أنا، وهل فعلاً أفرجوا عني أم لا لأنهم قاموا بتعذيبي وضربي حتى أغمي علي، وعندما عاد وعيي إليّ، وجدت نفسي مرمية في أحد أحياء دمشق لا أعرف أين سوف أذهب، وأحدهم قام بأخذي إلى بيته واعتنى بي حتى استجمعت قواي، وبدأت أبحث عن أطفالي حتى جدتهم في أحد ملاجئ النظام".
تقول رانيا "بقيت لأشهر أحاول أن أعرفهم بنفسي لكن لم يتعرفوا عليّ لأني عندما دخلت السجن كنت في ٢٤ عاماً وهم صغار، وأنا الآن في الثلاثين من عمري وبعد الألم والتعذيب والقهر كيف سوف يعرفوني؟".
وتتابع "في نهاية المطاف تعرفوا علي، وكان هذا أول بصيص أمل لي في الحياة، عندما قمت بالذهاب الى حمص، لأبحث عن أهلي أخبرني الجيران أن جميع أهلي استشهدوا (أمي، أبي، زوجي، إخوتي)، منهم ذبحاً في "الحولة"، ومنهم قصفاً، والباقي نزح للغوطة، ومات أثناء قصف النظام للغوطة بالكيماوي".
تقول رانيا "لم أعد أحتمل العيش في مناطق النظام؛ فقررت الرحيل للريف الشمالي لمدينة حلب، ومنذ أسبوع وصلت والناس هنا استقبلوني بكل رحابة صدر وترحيب، وشعرت أنهم جزء من أهلي".
ووجهت سالة في نهاية حديثها قائلة "رسالتي الأخيرة لكل ثائر ولكل من خرج ضد النظام أقول له: هناك نساء بالآلاف في معتقلات النظام يصرخن ليلاً ونهاراً، يذقن ما لم يتخيله بشر، حاولوا أن تخرجوهن من السجون لأنها مسؤولية كل حر ثائر؛ فهن لم يعتقلن إلا من أجل الثورة".