بلدي نيوز - إدلب (معاذ العباس)
يكابد الرجل الخمسيني الذي أقعدته الإصابة بفعل قصف قوات النظام، عن تقديم المساعدة لطفله الشقيق لثلاث بنات، وهو الذي أفقدته طائرات "الأسد" بصره جراء قصفها على ريف إدلب.
ويسعى الوالد المقعد على تأمين العبور إلى الأراضي التركية لعلاج ولده هناك، بعد أن فقد الأمل في علاجه ضمن المناطق المحررة، في محاولة لإعادة الأمل لهذا الطفل أن يرتد بصيراً ويعيش طفولته كباقي الأطفال.
مراسل بلدي نيوز التقى "أحمد الصبوح" والد الطفل المصاب الذي قال: "رزقني الله بطفلي محمد على ثلاث بنات، ولكنه سرعان ما فقد بصره وهو في الثالثة من عمره، بعد أن أُصيب بقصف الطائرات الحربية على مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب قبل أربع سنوات".
ويسعى "الصبوح" منذ إصابة طفله لتأمين العلاج الذي قد يرد له بصره، مشيراً إلى محاولاته المستمرة لإدخاله للمشافي التركية بقصد إكمال علاجه وإجراء العمليات المناسبة له، حيث فشلت جميع المحاولات، وناشد الحكومة التركية والمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية لاستقبال طفله الوحيد، وإجراء عملية لعينيه عسى أن يعود له بصره.
وأضاف، "أرسلت التحاليل والصور والتقارير الطبية إلى أحد أقربائي في تركيا، الذي عرضها بدوره على المشافي التركية وأبلغوه إنه من الممكن علاجه في المشافي التركية، وسوف يتم تشخيص المرض من البداية ومن ثم إخضاعه للعمليات المطلوبة".
وأشار "الصبوح" إلى أن إمكانية إدخاله إلى الأراضي التركية تحتاج الحصول على موافقة أو تقرير طبي من المشافي التركية، موضحاً أن المشافي والأطباء ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لا يوجد فيها أي إمكانية لعلاج حالة طفله.
أما محمد بصوته المشفوع بالألم والحسرة يقول: "لا أستطيع أن أكون مثل الأطفال الذين يبصرون ويلعبون في الحارات، وكل لحظة تخترق أصوتهم مسامعي، ولا يمكنني أن ألعب معهم، أمنيتي الوحيدة اليوم أن أُبصر وأعظم ما أتمناه هو أن ألعب كرة القدم مع أطفال الحارة الذين يلعبون أمام باب منزلي، كل صباح أحمل كتبي وأذهب إلى المدرسة مع أختي".