بلدي نيوز- (شحود جدوع)
أصدر وزير داخلية النظام اللواء "محمد رحمون" تعميما يقضي بمنع الوحدات التابعة لوزارة الداخلية من التعامل مع الذراع الاقتصادي والأمني للفرقة الرابعة "الغوار" ومنعه من دخول مخافر الشرطة أو استقباله فيها.
وجاء في تعميم "رحمون": "يمنع منعاً باتاً التعامل مع المدعو خضر طاهر بن علي، والدته بديعة وردي تولد صافيتا الشرقية ١٥/٥/١٩٧٦، أو الاتصال به بأي شكل من الأشكال، أو دخوله للوحدات الشرطية أو استقباله لأمور شخصية في الوحدات الشرطية كافةً"، وشدد على أن قادة الوحدات الشرطية يتحملون المسؤولية بالذات عن تنفيذ القرار.
و "خضر طاهر العلي" أو "أبو علي خضر" الملقب بـِ "الغوار" من الطائفة العلوية ويتحدر من مدينة صافيتا بريف طرطوس الشرقي، يملك شركة أمنية في حي المزة ڤيلات في العاصمة دمشق بالقرب من مكتب الأمن الوطني، يطلق عليها "مكتب أمن الرابعة" التي تعتبر الذراع الأمني والاقتصادي للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق بشار الأسد، ومدعومة ومحمية من إيران بشكل مباشر، تملك آلاف العناصر معظمهم من الطائفتين الشيعية والعلوية، ويشرف عليها ضباط من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا "حزب الله اللبناني"، وهي المسؤولة بشكل مباشر عن المعابر التي افتتحت مع المناطق المحررة في درعا وريف دمشق وريف حمص ومعابر البادية قبل سيطرة النظام عليها، كما تشرف حالياً على معابر مدينة حلب ومعبر أبو الظهور، وكانت استبعدت ميليشياتها عن معبري مورك وقلعة المضيق منتصف العام الماضي.
وقام "الغوار" بعدة نشاطات في الساحل السوري دعما لماهر الأسد، أبرزها دفع مبالغ كبيرة لمؤسسات النظام الاستهلاكية لشراء محاصيل الحمضيات في الساحل أثناء كسادها خلال العامين الماضيين، وقام بتوزيعها على أسر قتلى النظام.
وافتتح "الغوار" مؤخراً شركة (إيما تيل) في جبلة واللاذقية ودمشق لاستيراد الأجهزة النقالة والالكترونيات، كغطاء لتبييض الأموال التي جناها مع شريكه ماهر الأسد من ريع المعابر.
ويندرج القرار الأخير الذي عممه "رحمون" في إطار التوجه الروسي الذي يقتضي بتحجيم الوكلاء المحليين لإيران في سوريا، وتشير المعطيات إلى عدم قدرة النظام على اعتقاله، ما يعكس حالة الصراع بين مختلف الأطراف وحذر روسيا من إعلان التمرد بشكل مباشر على إيران التي لازالت تتحكم بشتى مفاصل حكم نظام الأسد في دمشق.
وتشير هذه التطورات في دمشق إلى أن منظومة الأسد الأمنية باتت منقسمةً على نفسها، فبعضها يقدم الولاء المطلق لإيران، والآخر يقدم الولاء لروسيا ما ينذر بمواجهة قادمة لتثبيت مناطق النفوذ.