بلدي نيوز - (عمران الدمشقي)
تحل اليوم الذكرى السنوية الأولى لبداية العملية العسكرية الأضخم على الغوطة الشرقية من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الطائفية المساندة لها بغطاء من أسطول الطيران روسي وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي؛ ففي 18 شباط من العام الفائت 2018 بدأت عملية اقتحام الغوطة من المحاور البرية سبقها تمهيد عنيف جداً بالراجمات الصاروخية.
وقال الناشط الإعلامي "سمير أبو الفداء" لبلدي نيوز "بدأت الحملة براجمات صاروخية تنهال على الأبنية السكنية في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وبدأ المدنيون يتوافدون إلى الأقبية السكنية هرباً من القصف، ليعيشوا فيما بعد بداخل الأقبية بسبب القصف العنيف التي تتعرض له المدن والبلدات".
ويضيف الناسط "بعدها أخذ المدنيون ينزحون من بلدة إلى أخرى بسبب الاشتباكات العنيفة التي تحصل بين فصائل الجيش السوري الحر ونظام الأسد الذي استعان بكل فرقه العسكرية وفيالقه، وبدأ النظام يتقدم يوميا، والناس تنزح حتى كان نظام الأسد يقوم باستهداف النازحين بغارات الطيران، وهناك عشرات المدنيين الذين استشهدوا جراء ذلك، بالإضافة إلى مئات المفقودين دون معرفة مصيرهم بسب القصف العنيف وتقدم نظام الأسد".
وأشار ابو الفداء إلى أن نظام الأسد استهدف المدنيين الوافدين إليه عبر المعابر الذي استحدثها بحمورية بعشرات الغارات، وقذائف المدفعية الثقيلة.
ونوه الناشط الإعلامي أن النظام تقدم نحو مناطق سيطرة فصائل الجيش السوري الحر حتى حاصر المدنيين وعناصر الفصائل في مدينة عربين وزملكا بالقطاع الأوسط، وفي دوما بالطرف الأخر، بعد معارك دامية بين الطرفين، وانتهت بالتهجير وتوقيع اتفاقية تسوية.
ووثقَّت منظمة الدفاع المدني السوري وقتها استشهاد أكثر من 1600 مدني أكثر من نصف العدد من النساء والأطفال، بالإضافة إلى وقوع آلاف الجرحى، نتيجة استهداف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بشتى أنواع الأسلحة حتى المحرم منها دولياً.
واستشهد 12 متطوعاً من عناصر منظمة الدفاع المدني السوري، وذلك أثناء عملهم في إجلاء الجرحى وانتشال الشهداء، بالإضافة إلى استهداف مراكز الدفاع المدني السوري بشكل مباشر من قبل الطيران الروسي.
كما وثقَّ نشطاء وإعلاميو الغوطة الشرقية استهداف المدن والبلدات بأكثر من 7950 غارة جوية، وأكثر من 6200 قذيفة مدفعية، وأكثر من 3800 صاروخ راجمة، بالإضافة إلى 1800 صاروخ أرض أرض، و300 صاروخ عنقودي، و250 غارة جوية بالنابالم الحارق، و185 غارة فوسفور، و11 هجوماً بغاز الكلور وهجوم بغاز السارين.
وترافقت الحملة قبل نهايتها بأيام استهداف قوات النظام مدينة دوما ببرميلين متفجرين، كان بداخلهم غاز كيماوي، مما أدى إلى استشهاد 43 مدنياً خنقاً، بالإضافة إلى إصابة المئات، وذلك حسب توثيق الدفاع المدني.
يذكر أن الحملة الهمجية انتهت بتهجير هو الأكبر في مناطق التسويات والمصالحات في سوريا، حيث سجل منسقو الاستجابة في الشمال نزوح حوالي 70 ألف من أهالي الغوطة الشرقية من المدنيين ومن العسكريين في الفصائل ممن رفضوا التسوية.