Daily Mail – ترجمة بلدي نيوز
في لحظة مروعة اضطرت أم سورية لاجئة أن تغسل ابنها الرضيع في بركة في القرية الحدودية اليونانية "إدومني"، حيث يتواجد عدة آلاف من المهاجرين العالقين حول الحدود، والتي أغلقتها دول البلقان لمنع العائلات من مواصلة رحلتهم شمالاً.
الأم، والتي أفادت التقارير أن اسمها هو "سلاف"، وطفلها البالغ من العمر شهر واحد ويعتقد أن اسمه بيان، هي من بين حوالي 14.000 ألف شخص عالق على الجانب اليوناني من الحدود مع مقدونيا.
كما أن حوالي 2.000 مهاجر يصلون يومياً إلى اليونان، وجزء بسيط من هذا العدد سيغادر المكان، ومع تراكم هذه الأعداد أصبحت هناك مشكلة كبيرة في المخيم، كما نشبت الكثير من المعارك بين اللاجئين، فيما تحاول منظمات الإغاثة توزيع الإمدادات والمواد الغذائية.
وخلال الأسبوع الماضي، تم نقل حوالي 70 طفل إلى المشفى، لأنهم يعانون من الحمى والإسهال، ومنذ ذلك الحين تدهورت الأوضاع أكثر بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المخيم، خلال الأيام القليلة الماضية، مما جعل من الصعب على المهاجرين إشعال النار للتدفئة.
ويقول خبراء الصحة الحكومية في المخيم أنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على تفشي الأمراض المعدية، ولكنهم حثوا اللاجئين في "إدومني" على الانتقال إلى الملاجئ العسكرية القريبة، وفي الميناء الرئيسي في بيرايوس في البلاد، بالقرب من أثينا، بدأت السلطات بنقل مئات المهاجرين واللاجئين إلى الملاجئ في وسط اليونان في محاولة لتخفيف الازدحام هناك.
وتقول الحكومة اليونانية أن هناك مما يقرب من 42.000 ألف شخص قد تقطعت بهم السبل في اليونان، بعد القيود المفروضة على الحدود، وبعد أن أغلقت النمسا والعديد من دول البلقان حدودها الشهر الماضي، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، وصل 148.866 ألف شخص إلى أوروبا عن طريق البحر من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط منذ 1 كانون الثاني.
كما وغرق خمسة مهاجرين، بينهم رضيع عمره ثلاثة أشهر عندما انقلب بهم قارب سريع كان في طريقه من تركيا إلى الجزيرة اليونانية ليسبوس، وتم إنقاذ تسعة أشخاص من الماء، يعتقد أنهم من الأفغان والإيرانيين.
وكانت مقدونيا قد أغلقت حدودها هذا الأسبوع، حيث حاولت كبح التدفق المتزايد من الناس، وقد دافع رئيس مقدونيا عن قراره بإغلاق الحدود، مدعياً أن بلاده قد "غرقت بالجهاديين"، وهي تصريحات كانت تتزامن مع وجود أكثر من 14.000 ألف لاجئ عالقين في مخيم للاجئين على الحدود مع اليونان، جميعهم كان يسعون بيأس لعبور مقدونيا للوصول إلى ألمانيا .
وقال الرئيس ايفانوف لصحيفة "بيلد" الألمانية: "بين السودان ومصر وحدها، هناك 20 مليون مهاجر يريدون الذهاب إلى أوروبا وهم في الانتظار، وماذا عن أفريقيا أيضاً؟ إن تيار اللاجئين لا ينتهي"، وأضاف: "مقدونيا، التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلاً عن مليوني نسمة، قد تُركت لتتعامل مع أزمة الاتحاد الأوروبي، مضيفاً: "لو وثقنا بالاتحاد الأوروبي ولم نقم بالمبادرة الخاصة بنا، لكنا بالفعل قد غرقنا بالجهاديين".
وأضاف ايفانوف أن قوات الأمن قد ضبطت حوالي 9.000 ألاف جواز سفر مزور، وأردف: "علينا أن نفترض أن العديد من هؤلاء الناس الذين دخلوا بجوازات سفر مزورة كلاجئين هم في الحقيقة مقاتلين متطرفين"، مضيفاً: "أوروبا لا تعمل في حالة الأزمات.. وكان على بعض البلدان الواقعة على طول طريق البلقان أن نتصرف من تلقاء أنفسها".
هذا وقد تمكن ما يقرب من 400 لاجئ من الوصول لما يوصف بأنه "القطار الأخير إلى أوروبا" من خلال "إدومني" في مقدونيا، وقد أراد يوسف شيكموص من سوريا جلب عائلته إلى ألمانيا، وأسمى مولودته الجديدة "ميركل" تيمناً بالمستشارة الألمانية، ولكنه الآن عالق على الحدود المقدونية مع صربيا.
وهناك مجموعة أخرى معظمها من النساء والأطفال، استخدموا القطار المتجه شمالاً والذي اقتادهم إلى الحدود مع صربيا، ولكن بدلاً من الانتقال، وجدوا أنفسهم في المنطقة الفاصلة بين الحدود المقدونية والصربية –وهي منطقة مقفرة، موحلة وغارقة في طي النسيان- أنشئت من فوضى أحدث أزمة للهجرة إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وهكذا يحتشد آلاف من اللاجئين والمهاجرين على طول طريق البلقان والذي شهد مرور أكثر من مليون شخص انطلقوا من تركيا ومن ثم اليونان نحو الدول الأكثر ثراء في أوروبا في عام 2015، وفي حال تم رفض دخولهم هذه البلاد، سيبقى هؤلاء اللاجئين عالقين هناك بين قواعد الدخول المتغيرة والظروف القاسية للعيش في خيام في مناطق مقفرة، وهذا لن يمنع المزيد من الناس الفارين من الحرب من التدفق من الشرق الأوسط والأماكن الأخرى.
ويقول الأمين العام لحلف الناتو "جينس شتولتنبرج" أن لديه الآن خمس سفن حربية منتشرة في بحر إيجه كجزء من الجهود المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لوقف تهريب المهاجرين إلى أوروبا، بالإضافة إلى مع مركز تنسيق للعمليات في جزيرة يونانية خمسة أميال فقط (تسعة كيلومترات) من تركيا، وقال: "لقد بدأنا التركيز على المنطقة التي تحيط بالجزيرة اليونانية "ليسبوس" ونخطط لمواصلة التحرك جنوباً في الأيام والأسابيع المقبلة".
وتقول السفارة الألمانية في تيرانا أن 806 ألباني قد أعيدوا إلى وطنهم الأسبوع الماضي بعد أن رفضت المحكمة الألمانية طلب لجوئهم.
وقال بيان للسفارة الألمانية، يوم الخميس، أن عدد عمليات الترحيل الألبانية من ألمانيا هذا العام كانت حوالي 3400، وهي جزء من ما مجموعه 55.000 طلب لجوء في عام 2015، وفي العام الماضي، كان الألبان المجموعة الرابعة الأكبر من طالبي اللجوء في ألمانيا بعد السوريين والأفغان والعراقيين، بحثاً عن ظروف معيشية أفضل وفرص عمل.
وقد سعى أشخاص آخرين من دول البلقان الغربية مثل كوسوفو وصربيا والبوسنة ومقدونيا أيضاً للجوء إلى ألمانيا، ولكن برلين تعتبر بلادهم آمنة حيث من غير المرجح أن يواجهوا الاضطهاد الذي يبرر لهم اللجوء.
وقد زارت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند المخيم المكتظ باللاجئين عند معبر "إدومني" على الحدود الشمالية لليونان مع مقدونيا، كما وجالت على الجانب المقدوني من المعبر، حيث تحدثت إلى المسؤولين المقدونيين وأفراد الشرطة من سلوفينيا وصربيا الذين يقومون بحراسة الحدود.
والتقت نولاند الخميس مع مسؤولين حكوميين وممثلي المنظمات غير الحكومية لمناقشة ظروف المعيشة في الموقع، حيث يعيش أكثر من 14.000 ألف شخص في الطين في "إدومني"، أو في معسكرات الإيواء، على أمل أن تسمح لهم مقدونيا بمواصلة رحلتهم شمالاً إلى وسط اوروبا، ولكن السلطات اليونانية حثت اللاجئين على الانتقال إلى الملاجئ المنظمة الأخرى في شمال اليونان، حيث لا يوجد أي احتمال فوري لإعادة فتح الحدود.