بلدي نيوز
لعب أطفال ومفاتيح منازل ومذكرات تتدلى من السقف أو تستقر على قواعد في متحف طفولة الحرب بسراييفو في لفتة احتفاء بالأطفال الذين يعيشون في ظل الحرب في سوريا.
مؤسس المتحف "ياسمينكو خليلوفيتش" دفعته ذكريات طفولته خلال صراع البلقان في تسعينات القرن الماضي إلى جعل المتحف كنزا من مقتنيات شخصية تبرع بها أشخاص كانوا أطفالا في ذلك الوقت أيضا.
وهو الآن يريد تحويله إلى أكبر سجل في العالم للطفولة في زمن الحروب. واعتمد معرض اليوم على مقتنيات تبرع بها أطفال في مخيمات للاجئين السوريين بلبنان.
فعلى سبيل المثال، تبرعت طفلة تدعى مروة وعمرها 15 عاما بسلسلة مفاتيح زاهية الألوان على شكل صندل. وكتبت تقول "المفاتيح فتحت أبواب أجمل منزل رأيته في حياتي. جدران غرفتي كانت وردية وخضراء اللون. لكن للأسف المنزل احترق خلال القصف لذا لم يعد لدينا المنزل الآن".
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) إن هناك 2.5 مليون لاجئ من أطفال سوريا في الخارج و2.6 مليون نازح في الداخل.
وقال خليلوفتيش "نريد إظهار أن أطفال الحرب ليسوا فحسب الضحايا السلبيين مثلما نراهم غالبا، ولكن أيضا ناجون يتسمون بالجلد والمثابرة".
وبعد أن جمع فريقه أكثر من 4000 قطعة وتسجيلات مصورة لمقابلات تربوا مدتها على 150 ساعة، بدأ جمع متعلقات شخصية من أطفال تضرروا من حروب أخرى مثل سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.
وجرى جمع المقتنيات السورية بمساعدة عابد مبيض (35 عاما) من حلب خلال تدريب مدته شهران في المتحف في إطار برنامجه لدرجة الماجستير في تعافي ما بعد الحرب في جامعة يورك.
وقال مبيض الذي غادر سوريا عام 2012 لرويترز "هذه فرصة للأطفال السوريين لرفع أصواتهم وإبلاغ العالم أجمع بخبرتهم ومعاناتهم. من المهم حقا إظهار أن التاريخ يعيد نفسه ونحن، جميعنا، بحاجة لفعل شيء لإيقاف ذلك".
وأضاف "الأطفال السوريون لا يعلمون ماذا يحمل المستقبل لهم ويمكنك معرفة ذلك من قصصهم".
وأودت حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995 بحياة 100 ألف شخص وشردت ما يربو على مليونين لتكون بذلك أدمى حرب أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.