بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
لم تشفع لها براءة طفولتها، ولا المسؤولية التي أثقلت كاهلها حين تصطحب والدها الذي فقد بصره وباتت النور الذي يبصر به طريقه، في سعيهما لتأمين لقمة العيش وهو يتوكأ عليها يجوبان شوارع المدينة لبيع ما تيسر من بسطة صغيرة هي كل رأس المال بالنسبة لهذه العائلة البائسة التي التي تعيش على تخوم الحياة.
هي ليست بائعة الكبريت التي تحدث عنها الكاتب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن، عندما نسج حكايته عن فتاة ماتت من شدة البرد وهي تحاول بيع الكبريت عام 1845، لكنها اليوم حقيقة تجسدت شخصيتها في "نور" الطفلة التي اغتالتها يد الإرهاب الأسود الذي يكره النور.
استشهدت نور جراء التفجير الانتحاري الغاشم الذي ضرب مدينة أعزاز، وشاء القدر أن يتوه والدها في سواد الحياة من جديد إذ خذله وأفقده نوره الصغيرة.
الجدير ذكره أن عائلة "نور" هجرت من ريف اللاذقية وتعيش في المخيمات العشوائية قرب "سجو" شمالي إعزاز بريف حلب الشمالي، منذ ما يقارب أربع سنوات.