بلدي نيوز- (أشرف سليمان)
يقضي (معاذ) ابن الـ 15 ربيعا يومه بين أزقة مدينة عفرين، يبحث في حاويات القمامة عن عبوات البلاستيك وقطع الخشب والمعادن، ليتمكن من تأمين المأكل لعائلته، بعد أن هجر من بلدته "عين ترما" بريف دمشق.
عرف (معاذ) بذكائه وتفوقه في دراسته، إلا أن وفاة والده إثر إصابته بشظايا قصف روسي في سوق بلدة "عين ترما" خلال الحملة الأخيرة على الغوطة، حالت دون أن يلتحق بصفوف الدراسة ومتابعة تعليمه أسوة بأقرانه، بعد أن تحول لمعيل الأسرة ورجل البيت.
وفي حديث خاص لبلدي نيوز يقول (معاذ): "كنت أريد إكمال دراستي وأن التحق بعد المرحلة الثانوية بإحدى كليات الهندسة، لكن استشهاد والدي جعلني أمام مسؤولية إعالة عائلتي، وأنا اليوم مجبر على العمل لتقديم احتياجات عائلتي المؤلفة من 5 أفراد هم "أمي وأخوتي الثلاثة" فضلا عن أخي المصاب ذو الخمسة أعوام، بالإضافة إلى طفل رضيع وهو بحاجة لعناية خاصة".
وفي الصدد؛ قال الأستاذ (هشام صالح) لبلدي نيوز: "قد لا يكون (معاذ) الطفل الوحيد من إبناء الغوطة الشرقية المهجرين للشمال المتسرب عن مدرسته، ثمة هناك العشرات من الأطفال أجبروا على مغادرة مقاعد الدراسة، والبحث عن عمل يعين أسرهم على مواجهة الشقاء والفقر في المنطقة التي يعاني فيها الكثيرين من البطالة".
وأضاف "أسباب ظاهرة التسرب بالنسبة للأطفال ترجع إلى الفقر واليتم في الدرجة الأولى، مما دفع بعض الأهالي للزج بأبنائهم في سوق العمل بوقت مبكر، لتأمين لقمة العيش، كما يعود الأمر لعدم امتلاك بعض الأهالي الوعي بأهمية التعليم".
وفي السياق؛ قال الأستاذ "عماد الشيخ حسن" من مديرية تربية الغوطة سابقاً، "لا يوجد مركز مخصص لإعادة تأهيل وتدريب المتسربين عن الدراسة من الغوطة الشرقية سابقاً، لكن قمنا في الصيف الفائت بدورات تعليم مسرع لمدة شهر ونصف في بعض مدارس عفرين للطلاب المنقطعين عن الدراسة بالغوطة، نتيجة الحملة الأخيرة وعمليات التهجير".
وأضاف: "نسعى لإعادة دمج المنقطعين والمتسربين عن المدارس نتيجة الظروف الأخيرة في الغوطة بالعملية التعليمية، ولكن هناك بعض الصعوبات التي تقف في وجهنا ومعظمها مادية".
يذكر أن العام الدراسي الماضي يعد الأسوأ بالنسبة لطلاب الغوطة الشرقية، نتيجة القصف المركز الذي استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، والحملة الأخيرة لروسيا والنظام التي أفضت إلى تهجير 18 % من أهالي الغوطة للشمال السوري.