Telegraph – ترجمة بلدي نيوز
في مقابلة مع صحيفة "البايس" الإسبانية، قال "الرئيس السوري" بشار الأسد أنه يريد أن يتذكره العالم "كشخص أنقذ بلده" رغم أن قواته وحلفائه الروس ما يزالوا يقصفون المدن السورية بالغارات الجوية، كما أنه وقبل ساعات من مقابلته_ انفجرت سيارتان مفخختان في مدينة حمص السورية، وأدت إلى مقتل 46 شخص على الأقل، لكن الرئيس السوري ما يزال متفائلاً من أن بلاده التي مزقتها الحرب ستكون في يوم من الايام "آمنة وسليمة".
وحين تم سؤال رئيس النظام السوري من قبل الصحيفة، "أين يرى نفسه في العشر سنوات القادمة؟ أجاب: الأهم كيف أرى بلدي لأنني جزء من بلدي.. وبالتالي بعد 10 سنوات أود أن أكون قد تمكنت من إنقاذ سورية كرئيس.. لكن ذلك لا يعني أنني سأكون رئيساً بعد 10 سنوات.. أنا أتحدث عن رؤيتي لهذه الفترة.. ستكون سورية سليمة ومعافاة.. وسأكون أنا الشخص الذي أنقذ بلاده.. هذا عملي الآن.. وهذا واجبي.. إذن.. هكذا أرى نفسي فيما يتعلق بالمنصب.. وعن نفسي كمواطن سوري".
الرئيس السوري كان يتحدث بنبرة متفائلة جداً، فيما تواصل قواته المدعومة من قبل القوة الجوية الروسية ومقاتلي حزب الله بمسح وتدمير مدينة حلب، وقد قال أنه مستعد للقبول بوقف لإطلاق النار بوساطة دولية، ولكنه لمح ضمنياً إلى أنه من غير المرجح أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ على أرض الواقع.
ولا تزال الآمال تتعثر بالتوصل لوقف إطلاق للنار من خلال عملية سلام للأمم المتحدة، فقد تم تأجيل الجولة القادمة من المحادثات المقترحة مع استمرار القتال، وقالت الهيئة العليا للمعارضة أنها مستعدة للمفاوضات وللهدنة إن توقف النظام وروسيا عن القصف ووافقوا بالسماح للمساعدات والإمدادات الإنسانية من الوصول للمناطق المحاصرة.
من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" اليوم الأحد، بأنه تم التوصل "لاتفاق مؤقت" لإطلاق النار، يمكن أن يبدأ خلال الأيام القادمة، ولكنه رفض التطرق لأي تفاصيل.
هذا وقد تحولت حملة القصف الروسي خلال الخمسة أشهر المنصرمة إلى تيار حرب في سورية لصالح السيد الأسد، كما أُفرغت مساحات واسعة من السكان يسيطر عليها الثوار السوريون شمال حلب، وقالت منظمة العفو الدولية اليوم الأحد أن الهجمات على المناطق المدنية قد تسببت ببعض من أكثر جرائم الحرب "فظاعة" والتي لم تشهد لها المنظمة مثيلاً منذ عقود.
وبعد ساعات من انتهاء مقابلة السيد الأسد، انفجرت السيارتين الملغومتين في مدينة حمص، وأودت بحياة 46 شخصاً على الأقل_في المدينة التي تسيطر عليها قوات النظام، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، وكانت القنابل قد استهدفت حي الزهراء، وهو موطن لكثير من العلويين، الأقلية التابعة للطائفة الشيعية والتي ينتمي إليها الأسد.
كما اُستهدف الحي من قبل انتحاريين الشهر الماضي في هجوم أسفر عن مقتل 22 شخصاً، وأعلن حينها تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
من جهته، نفى الأسد أن حملة القصف بالبراميل المتفجرة التي شنها على الشعب السوري هي السبب بنزوح وتشريد الملايين من اللاجئين السوريين، بدلاً من ذلك، ألقى باللوم على إرهاب تنظيم الدولة، والعقوبات الغربية التي قال أنها تسببت بمزيد من الصعوبات الاقتصادية في سورية، بحيث أصبح من الصعب على الشعب البقاء في البلد، كما طلب من السوريين العودة لبلادهم دون الخوف من الانتقام أو من إجراءات تتخذ ضدهم من قبل الحكومة السورية، قائلاً: "نحن نريد من السوريين العودة لبلادهم"!
كما ذكر الأسد تركيا مراراً خلال المقابلة، متهماً حكومة رجب طيب أردوغان بتمويل الإرهابيين في سوريا، وحذر تركيا من متابعة مقترحاتها بإرسال قوات برية إلى شمال سورية، حيث قال: "إذا حدث ذلك فنحن نعرف كيف سنتصرف معهم، سنعاملهم كما تعاملنا مع الإرهابيين، وسندافع عن بلدنا، فهذا خرق للقانون الدولي وكمواطنين سوريين الخيار الوحيد لدينا هو القتال والدفاع عنها".
كما أصر الأسد على أن حلفائه الروس لم يتسببوا بسقوط ضحايا من المدنيين، على الرغم من الأدلة الدامغة على نطاق واسع_ بأن القنابل الروسية قد ضربت المستشفيات وغيرها من المناطق المدنية، حيث أنكر بقوله: "الروس دقيقون جداً في أهدافهم وهي دائماً مواقع للإرهابيين".
بل كان الأسد واثقاً بما يكفي حول تحسن الوضع العسكري لدرجة أنه تكهن بالوقت الذي سيعود فيه للسيطرة على كامل سورية! كما تحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنفيذ الدستور الجديد، وألمح أيضاً أن أي مقاتلين أجانب يعتقلون من قبل الجيش السوري سوف يتم إعدامهم، قائلاً: "سنتعامل معهم كأي إرهابي آخر".
وقد أشار إلى أنه من غير المرجح أن تتحرك قواته قريباً ضد الرقة، معقل وعاصمة الخلافة لتنظيم الدولة الإسلامية، والتي نصبت نفسها بنفسها، حيث قال: "في الآونة الأخيرة، أحرزنا تقدماً نحو الرقة، لكننا ما زلنا بعيدين عن ذلك. لذا، من حيث المبدأ، نعم، نحن نتحرك إلى الرقة وغيرها من المناطق، ولكن التوقيت يعتمد على نتائج معارك مختلفة الآن، لذلك لا يمكن أن أقول بالضبط متى، إنها مسألة وقت".