بلدي نيوز
أعلنت روسيا الاثنين الماضي، أنها بصدد تزويد نظام الأسد بمنظومة صواريخ "إس 300"، وذلك عقب تصريحات رسمية روسية حمّلت إسرائيل مسؤولية سقوط الطائرة الروسية "إيل – 20" ومقتل طاقمها المكون من 15 عسكرياً، بعد إصابتها بصواريخ مضادة للطائرات من قبل كتيبة الدفاع الجوي التابعة لقوات النظام في اللاذقية.
وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي "سيرغي شويغو" أن روسيا كانت قد تراجعت منذ 5 سنوات عن تسليم المنظومة لسوريا بطلب من إسرائيل، وقال "أشير إلى أننا قمنا عام 2013 بتعليق تسليم منظومة S-300 التي كانت جاهزة لإرسالها إلى سوريا، في حين مر الخبراء السوريون آنذاك بفترة التدريب الخاص، لكن الوضع تغير اليوم، وهذا ليس ذنبنا".
وكان نظام "الأسد" في سوريا" قد تعاقد مع روسيا لشراء هذه المنظومة قبل اندلاع الثورة السورية، وكان من المقرر أن يتم تسليمها أولى دفعات المنظومة عام 2013، لكن روسيا تراجعت بعد ضغوطات إسرائيلية، كما أن سوريا كانت في أتون حرب مدمرة وكانت تواجه مستقبلا غامضا ولم تر روسيا أن المنظومة يمكن أن تساعد جيش النظام في مواجهة قوى المعارضة.
وقال موقع روسيا اليوم إن "منظومة "إس-300" حاليا في وضع قتالي لدى 20 دولة في العالم، منها بيلاروسيا، كازاخستان، أذربيجان، أرمينيا، أوكرانيا، الصين، فيتنام، فنزويلا"، وكانت الصين أول دولة تحصل على هذه المنظومة.
ويعود تاريخ التعاقد على توريد منظومة "إس-300" للنظام في سوريا يعود لعام 2010، حينما وقع النظام عقدا مع روسيا لتوريد 4 كتائب "إس-300"، وفي إطار هذا العقد قام النظام بتسديد مئات الملايين من الدولارات كدفعة مقدمة للصفقة حسب الموقع.
وصرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لوكالة أسوشيتد برس في 2013 بأن الاتفاق نفذ بشكل جزئي، حيث تم توريد أجزاء معينة من المنظومة لسوريا.
وحسب مصادر غير رسمية؛ فإن سعر منظومة "إس 300 بي أم أو -2" يبلغ في السوق الدولية حوالي 250 مليون دولار للكتيبة الواحدة.
وبدأ تصنيع "إس-300" على دفعات في سنة 1975، وانتهى اختبارها في عام 1978، ودخلت المنظومة حيز الاستخدام في عام 1979، وشهدت تطويرات عدة منذ ذاك الوقت آخرها في 1997، حيث أطلق عليها "إس-300 بي أم أو فافوريت".
وتم انتاج أس-300 بهدف الدفاع عن الأهداف الهامة والمنشآت العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية ضد الهجمات الجوية.
وقالت صحيفة "هاآريتس" الإسرائيلية في 25 سبتمبر / أيلول 2018 إن "حصول الأسد على المنظومة مصدر قلق لإسرائيل لكن سيكون تأثيرها على عمليات الطيران الاسرائيلي محدودا".
وحسب الصحيفة؛ فإن روسيا سبق أن نشرت منظومة أس-300 وأس-400 الأحدث في ترسانتها في سوريا منذ 2016 لحماية طيرانها وقواعدها في سوريا.
وتعتبر أحدث نماذج أس-300 من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدما، وهو قادر على التصدي لصواريخ بالستية التي لا تتجاوز سرعتها 4500 متر في الثانية.
وتتضمن الكتيبة الواحدة من هذه المنظومة رادارا بعيد المدى لاكتشاف الاهداف المعادية، وعربة قيادة تقوم بتحليل البيانات، وست عربات تعمل كمنصات إطلاق للصواريخ (كل عربة تحمل ستة صواريخ) ورادارا قصير المدى يقوم بتتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ نحوها.
ويمكن لمنظومة اس-300 أن تتعامل مع 24 طائرة أو 16 صاروخاً بالستياً حتى مسافة 250 كيلو مترا في وقت واحد.
ويتم إطلاق صاروخين على كل هدف بفارق زمني لا يتجاوز 3 ثوان، ولا يستغرق وضع الكتيبة في وضع الاشتباك والتعامل مع الأهداف المعادية أكثر من 5 دقائق عندما تكون في حالة الحركة وهو وقت قصير إلى حد بعيد.
وقالت وكالة رويترز عام 2015 إن الطيارين الإسرائيليين تدربوا على كيفية التعامل مع منظومة الدفاع الجوي أس-300. ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها إن المنظومة التي اشترتها قبرص قبل 18 عاما ومقرها في جزيرة كريت قد تم تشغيلها أثناء المناورات الجوية المشتركة بين الطيران الاسرائيلي واليوناني.
وقد سمح تشغيل المنظومة للطيارين الإسرائيليين معرفة طريقة عمل رادار التعقب في منظومة أس-300 للأهداف المعادية والتعامل معها وجمع معلومات عن الرادار المتقدم للمنظومة وكيفية التحايل عليه.
وحسب الوكالة طلبت الولايات المتحدة من اليونان تشغيل أس-300 مرة واحدة على الأقل لهذا الغرض لكن لا يعرف ما إذا كانت إسرائيل أطلعت حلفاءها على ما توصلت إليه.
ونقلت الوكالة عن الخبير الروسي لدى المعهد الملكي في لندن "إيغور سوتياغين" قوله إن توفير فرصة التعامل مع منظومة أس-300 الموجودة في جزيرة كريت اليونانية هو كل ما يمكن أن تطمح إليه إسرائيل لدراسة ترددات الرادار وذبذباته ومداه وحينها يمكن معرفة كيفية التعامل مع هذه المنظومة وتفادي أخطارها حسب قوله. وحسب وسائل الإعلام الروسية، فإن نموذج أس-300 الذي سيسلم إلى نظام "الأسد" في سوريا هو الأحدث وأفضل من النموذج الذي جرى الاتفاق عليه في البداية، وقادر على رصد الطائرات الاسرائيلية المقاتلة لحظة إقلاعها من مطاراتها.
كما أن عربات هذه المنظومة قادرة على التحرك وتغيير مواقعها خلال دقائق لمنع العدو من تحديد مواقعها بعد إطلاق صواريخها، كما أن نظام الرادار قادر على تحديد الصواريخ المضادة للرادارات المتجهة نحو الرادار ومن ثم إغلاقه فورا وتشغيل نظامي التمويه وإعاقة الإشارات الإلكترونية.
يُذكر أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الشهيرة قالت في وقت سابق، إنن منظومات "إس 300" موجودة في سوريا منذ العام 2016، وأن الترجمة العملية لإعلان روسيا هي في سياق مستقبل العلاقات الإسرائيلية الروسية، أكثر من القدرات العملياتية والميدانية لهذه المنظومات.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنظومات الأكثر تطوراً من طراز "إس 400" تستخدم في سوريا فقط لحماية القوات الروسية، وأن تدريب القوات السورية على استخدامها يستغرق بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
المصدر: بي بي سي + بلدي نيوز