"ليأتي الغربيون ونعلمهم الابداع" بهذه الكلمات التي تنمُّ عن فكاهة وثقة بالنفس، بدأ "أبو محمد طيفور" كلامه، وكان قد حول دراجته النارية للعمل بالغاز بدلاً من البنزين.
"طيفور" الرجل المتوسط في العمر من قرية الدانا بريف مدينة معرة النعمان يعمل ميكانيكي دراجات نارية، ولم يكتسب مهنته عن دراسة، بل اكتسبها بالممارسة منذ صغره، فظروف العائلة المادية، لم تسمح بإكمال تعليمه.
يقول "أبو محمد" لشبكة بلدي الإعلامية: "الفترة التي مرّت على الشمال السوري المحرر مؤخراً، انقطعت فيها المحروقات، بسبب منع تنظيم الدولة صهاريج الوقود من الدخول إلى المناطق المحررة، فانقطعت بنا السبل، وتعطلت الحياة والحركة، وكان علي أن أبحث عن حل سريع، ومُجدي".
ويضيف: "لم أجد أمامي سوى دراجتي النارية، وأطبق عليها ما دار بذهني، وهو أن اجعلها تعمل على مادة الغاز المتوفرة نوعاً ما في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الغاز أقل ثمناً مقارنة بالبنزين، والذي وصل سعر اللتر الواحد إلى 800 ليرة، وهو لا يكفي للتحرك بالدراجة مسافة 40 كم كحد أقصى".
ويتابع بالقول: "الدراجة يمكنها أن تسير بالأسطوانة الواحدة والبالغ سعرها 4000 ليرة لمدة أسبوع كامل، وبحساب هذا السعر مقارنة بمادة البنزين فهي ثمن لخمسة لترات من البنزين".
ويسعى "أبو محمد" إلى أن يجعل الأسطوانة الواحدة تحرك الدراجة النارية مدة أو مسافة أطول، ودون أن تتضرر بالعمل على الغاز بدلاً من البنزين، كما صنعت لهذا الغرض.
ليس أبو محمد وحده من أخترع وغيّر خلال عمر الثورة السورية، بل الكثير غيره أبتكر العديد من الاختراعات، ووظفوها للاستمرار بحياتهم، وثورتهم اقتصادياً وعسكريا، بعد أن أعلن الأسد الحرب عليهم، فقتل البشر والحجر، وحاصر ودمر، وجوّع وعذب، ويرد السوريون بدورهم قائلين: "إرادتان لا تقهران، إرادة الله وإرادة الشعب".