بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
تبدأ رحلة المعاناة بالنسبة لذوي المعتقلين، والمفرج عنهم في حالات صحية وعقلية متردية، بعد الإفراج عنهم، أو الوصول إلى أماكنهم بالنسبة لفاقدي العقل والنطق، ولعل حكاية "أم علي" تكشف بعض جوانب هذه المعاناة.
اعتقل الشاب "علي حمد" من حي مساكن هنانو في مدينة "حلب، في العام 2012 من قبل مخابرات النظام، وحاله كحال كل المعتقلين، سيق إلى مسالخ البشر، وتعرض لكل أشكال التعذيب التي أفقدته العقل والنطق.
بلدي نيوز التقت بـ "أم علي"، لتروي حكاية ابنها نيابة عنه، لعدم قدرته على النطق، فقالت "منذ عام 2012 بداية اعتقال علي، حاولنا العثور على مكان اعتقاله دون جدوى، ومنذ ستة أشهر تفاجئنا بصورته منشورة على إحدى صفحات الفيس بوك، وأنه موجود في مدينة إدلب، بعد أن أفرج عنه النظام مؤخراً".
وتضيف "أم علي" بحسرة على ما أصاب ولدها، "فقد ابني عقله ونطقه من كثرة التعذيب، وتعرضت جميع أصابع أطرافه للتكسير".
"أم علي" كانت فاقدة الأمل بلقاء ولدها، أسوة بما حل بباقي المعتقلين، وتوضح "لقد كنت فاقدةً للأمل بعد أن هجرنا من حلب، وتوفي زوجي، وسافر ولدي الوحيد إلى تركيا بحثا عن عمل يساعدنا على مواجهة قسوة الحياة، بعد أن أصبحنا أنا وأولاد ابنتي الأيتام بلا معيل، ونسكن في المخيم منذ ستة أشهر بوضعٍ لا يعلمه إلا الله".
تعرض "علي" للتعذيب بشكل عنيف، وعلامات التعذيب بادية على جسده، كما أنه تعرض لإطلاق رصاصةً استقرت في خاصرته، وهنالك علامات تدل على أنه تعرض لعمليه جراحيه، كما أنه لا يستطيع الكلام أبداً وأطرافه لا تساعده.
وتقول "أم علي": "بدأت بالاعتناء به قدر المستطاع، ومن ثم وضعته في دار السلامة للعجزة، أزوره كل يوم لأطعمه وأعتني به، وأعود لخيمتي، وأنا العجوز التي تحتاج لمن يهتم بها، ويعالجها، عسى أن يرجع له نطقه".
وأشارت إلى أن "علي" يحاول بشكل يومي أن يتكلم، لكنه لا يستطيع النطق، وهذا ما يزيد من معاناته.
كثرة التعذيب والإرهاب الذي تعرض له الشاب، خلف آثارا نفسية سيئة لديه، من خلال ردة فعله في كثير من الأحيان، حيث تصف والدته حالته بالقول "كلما دخل أحد عليه يخاف، ويرتعش، وكأنه يتخيل السجان".
ولفتت إلى أن "علي" فقد ذاكرته في السجن بشكل كامل، إلا أن الله من عليها وتعرف على والدته، التي تصف علاقتهما بالقول "هو يشعر بحناني ويشعر بالطمأنينة عندما ألمسه وأعتني به".