بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تستمر قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، في التكتم على ماهية الاتفاق الموقع مع تنظيم "داعش"، للخروج من المنطقة باتجاه البادية السورية.
ومع انتشار خبر التوصل لاتفاق بين التنظيم وقوات الأسد، أمس السبت، جاءت التأكيدات من مراسلة لوكالة روسية، ما لبث أن أكده نشطاء من جنوب دمشق وفعاليات أخرى، وقالت إنه تم التوصل لاتفاق ووقف القتال بين الطرفين، ليسارع إعلام النظام إلى نفي الاتفاق والتأكيد على استمرار المعارك.
ولم يستمر الأمر طويلاً، ليكشف وصول الحافلات فجراً إلى مخيم اليرموك صحة الأخبار، تمهيدا لنقل مقاتلي "داعش" إلى منطقة "السخنة" بريف حمص الشرقي، بحسب الاتفاق بين الجانبين.
وتشهد عملية الخروج تكتما من قبل التنظيم والنظام على حد سواء، وتفيد مصادر مطلعة أن التنظيم أصر على الخروج بسلاحه الكامل بما فيه الثقيل.
وأرجع متابعون لمجريات الحدث تكتم النظام لأمرين، الأول: أن النظام الذي تكبد أكثر من 900 قتيل، ومئات الجرحى، وعشرات الدبابات، والمدرعات أمام قلة من عناصر التنظيم في مخيم البرموك، رفض سابقاً اتفاق لخروج التنظيم إلا بشروطه، يحاول الخروج بنصر أمام أنصاره، ويدعي أنه سيطر على الحي وفتك بعناصر التنظيم دون أن يتطرق لأي اتفاق.
الأمر الثاني: هو تخوف النظام من اعتراض التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، على نقل عناصر التنظيم باتجاه البادية السورية، كما حصل إبان الاتفاق الذي وقع مع التنظيم في القلمون الغربي، وهدد حينها التحالف باستهداف الحافلات التي انتظرت لأيام طويلة، حتى تمكنت من الخروج من المنطقة، وبالتالي عدم قدرة النظام على الوفاء بالاتفاق مع التنظيم مع عجزه عن السيطرة على حيي الحجر الأسود واليرموك.
ومنذ قرابة 28 يوماً تحاول قوات الأسد بكامل ترسانتها العسكرية والميليشيات التابعة لها التقدم على حساب التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها جنوب دمشق، دون أن تتمكن من إحراز تقدم إلا في بضع جبهات، في وقت تكبدت خلال المعارك المئات من العناصر والضباط وعناصر الميليشيات التابعة لها.