بلدي نيوز - درعا (خاص)
كشفت روسيا عبر قاعدتها في "حميميم" أن الحملة العسكرية المقبلة لها بعد الغوطة الشرقية، ستكون باتجاه الجنوب السوري الواقع ضمن مناطق خفض التصعيد.
وقالت قناة "حميميم" العسكرية الروسية، على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، إن الجنوب السوري سيكون الوجهة الجديدة لقوات النظام وميليشياته، بعد إنهاء التواجد "الإرهابي" في الغوطة الشرقية، والذي أصبح "أمراً محتوما بشكل واضح"، وفق تعبيرهم.
وعن نوايا موسكو، قال أبو محمود الحوراني الناطق باسم تجمع أحرار حوران "إن التصريحات الروسية بالنسبة للجنوب السوري ليس لها أي أهمية وتدخل في سياق الحرب النفسية والإعلامية، لأن المعركة التي يحضر لها الثوار من الممكن أن تبدأ في أي لحظة، وزمام المبادرة ستكون من ثوار الجنوب وهم من سيحددون سير المعارك وليس النظام وأزلامه الذين يهددون ويتوعدون".
وكشف "أبو محمود" في حديثه لبلدي نيوز، أن "المعركة تأخرت قليلا لكن التحضيرات جارية على قدم وساق لتحقيق أكبر قدر من النجاح بأقل خسائر بشرية ومادية ممكنة، وسط دارسات معمقة يجريها الآن ثورانا لتحديد الاستراتيجيات العسكرية والإنسانية للمرحلة المقبلة، وسط تخبط في صفوف النظام تم رصدها خلال الأيام السابقة وتوجه أرتال عسكرية لتعزيز مواقع يخشى النظام التقدم إليها".
بدوره اعتبر "أبو هشام"، وهو أحد ثوار درعا، أن "توحيد البندقية وإشعال الجبهات ضد النظام مجددا وإعادة الثورة إلى سيرتها الأولى هو الحل الأمثل لتجاوز هذه المرحلة الحساسة من عمر الثورة، واستلام زمام المبادرة من يد قوات النظام وميلشياتها التي حددت خلال الفترة الماضية مكان وزمان أي معركة".
وقال أبو هشام في حديثه لبلدي نيوز: إن "الفشل الذريع الذي أصاب فصائل الثوار كان بسبب تخاذل القادة واعتمادهم فقط على الدعم الخارجي دون تأمين أي مصادر محلية والاكتفاء بحماية مناطقها فقط دون النظر إلى باقي جبهات سوريا والتنسيق بشكل واحد ضد النظام".
وكان أئمة وخطباء المساجد في مدن وبلدات محافظة درعا، طالبوا خلال خطب الجمعة الماضية، طالبوا فصائل الجيش السوري الحر في المحافظة، بفتح جبهات ضد النظام لتخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام بريف دمشق، وحذروا بذات الوقت من مصير مشابه يعده النظام للمناطق المحررة في درعا في حال لم تساند الغوطة.
وأجمع خطباء المساجد في درعا على ضرورة فتح الجبهات مع قوات النظام نصرة لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، وبهدف تخفيف الضغط العسكري الذي تواجهه الغوطة، من قبل النظام وروسيا، أمام صمت دولي مطبق.
وتعكس تصريحات الروس أن روسيا تعد العدة لنكث اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، ويُتوقع أن يتعرض جنوب سوريا لهجوم كبير من روسيا والنظام وميليشيات إيران على غرار الغوطة الشرقية.