بلدي نيوز - (شحود جدوع)
أثارت سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها على بلدة (أبو الظهور) ومطارها العسكري، قلق فصائل المعارضة، ناهيك عن تمدده إلى قرى بلدات وتلال غرب المطار، على الرغم من سريان اتفاق "خفض التصعيد"، الذي لم يلتزم النظام وحلفاؤه بحده الأدنى.
بعد هذا التوسع وخرق الاتفاق، يمكن القول أن النظام وحلفاءه ضربوا اتفاق أستانا بعرض الحائط، خاصة بعد تعرض قوات المراقبة التركية، للاستهداف وإجبارها على التراجع، فماذا يريد النظام من ذلك، أو ماذا يخطط؟
يرى القيادي في "جيش العزة" العقيد الطيار "مصطفى بكور" أن هدف قوات النظام في الوقت الحالي، هو تأمين مطار (أبو الظهور)، وذلك بالسيطرة على القرى والتلال الواقعة شماله وغربه، والتوسع باتجاه ريف حلب الجنوبي، مشيراً إلى أن التوجه غرباً باتجاه مدينة سراقب يتعارض مع الاتفاق الروسي التركي.
وعن محاولة الانتشار الأخيرة للقوات التركية بريف حلب يقول العقيد "بكور" إن "هنالك جهات عديدة لها مصلحة في افشال عملية تمركز القوات التركية، أبرزها نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، التي كانت تسيطر على تلة العيس، وتسعى للانطلاق منها لفك الحصار عن ميليشياتها في كفريا والفوعة، مؤكداً أن "احتمال الأرجح أن يكون الإيرانيون هم من استهدفوا الرتل التركي في العيس وفي الأتارب".
وكانت قوات تركية دخلت إلى منطقة (العيس) في ريف حلب الجنوبي، لتثبيت نقاط "خفض التصعيد" وتطبيق اتفاقية أساتنا، والتي خرقتها قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي، وسيطرت على مناطق واسعة بأرياف حلب وحماة وإدلب، إلا أن القوات التركية تعرضت لقصف مدفعي من قبل القوات الإيرانية المتمركزة مقابل تلة (العيس)، لتعود القوات التركية أدراجها إلى منطقة الأتارب، والتي تعرضت فيها لانفجار سيارة مفخخة تسببت بمقتل ثلاثة عناصر، لتنسحب بعد ذلك من الأراضي السورية..
من جانبه قال القيادي في الجيش الحر المقدم "فارس بيوش" في تصريح سابق لبلدي نيوز إن "ما حصل هو امتعاض إيراني من محاولة تقليص نفوذها، وتحاول إيران دائما إثبات نفسها ووجودها في سوريا" مضيفاً إلى أن "إيران تتحالف مع الجميع، وعندما تعترض مصالحها تواجه الجميع حتى حلفائها".
وأشار "بيوش" إلى أن "إيران رأت بدخول القوات المراقبة التركية، محاولة لكف يدها بريف حلب الجنوبي، لذلك بادرت إلى قصفه، لتكسب الوقت وتسيطر على مناطق جديدة".
ويذهب المقدّم إلى أن "ما حصل سيتم حله سياسياً، تحت تفسيرات عدة، منها أخطاء سكرية، أو غيرها من التبريرات، كمحاولة استهداف مجموعات إرهابية، وستقف روسيا إلى جانب تركيا في هذا الأمر، فتركيا باتت حليفاً استراتيجياً لروسيا، ناهيك عن التقارب الروسي مع الجانب الأمريكي، الذي يسعى لتقليص التمدد الإيراني في سوريا".
وتوقع "البيوش" أن "القوات التركية سوف تعود إلى ريف حلب الجنوبي بعد تسوية سياسية بين الضامنين الثلاثة، ولن تكون هناك ردة فعل عسكرية أُخرى" منوهاً إلى أن "تركيا وإيران في ظروف لا تسمح للدولتين بمواجهة عسكرية في سوريا، وعودة القوات ستكون بعد اتخاذ اجراءات أكثر ملائمة وليس كالمرة الأولى، إذ كانت مبنية على الثقة فقط".
وتشير الظروف والأحداث الميدانية إلى خلافات واسعة بين الإيرانيين والروس على الوضع السياسي، وتناغم كبير في العمليات العسكرية، حيث أرسلت إيران العديد من الشخصيات المحسوبة عليها إلى مؤتمر "سوتشي"، لإثارة البلبلة في المؤتمر وإضعاف الموقف الروسي السياسي الذي يحاول الهيمنة على قرار النظام منفرداً، في حين تقدّم القوات الجوية الروسية الدعم لعمليات قوات النظام والميليشيات الإيرانية جنوب حلب.