بلدي نيوز – (عبد العزيز الخليفة)
أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة"، تشكيل قوات لحماية الحدود بين سوريا وكل من العراق وتركيا إضافة إلى المنطقة الممتدة شرق الفرات.
وحسب التحالف فأن القوات الحدودية التي سوف يبلغ عددها 30 ألف عنصر، سوف تشكل من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "الوحدات الكردية".
وتسيطر "قسد" على الشريط الحدود مع تركيا في كامل محافظة الحسكة والرقة وأجزاء من حلب، بحيث تشرف على مسافة تتجاوز 65% من الشريط الحدودي مع تركيا والبالغ 911 كيلومترا، ويبدأ هذا الشريط من محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا إلى الحسكة بالشمال الشرقي، مرروا بإدلب وحلب والرقة.
وتتقاسم "قسد" السيطرة على الحدود مع تركيا غرب الفرات مع المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة الممتدة بين جرابلس وعزاز بمحافظة حلب، إضافة على كامل الشريط الحدودي مع تركيا بمحافظة إدلب إضافة إلى أجزاء من اللاذقية وهو ما نسبته 30 % من الحدود السورية التركية.
أما شرق الفرات فتسيطر "قسد" على كامل الحدود بين سوريا وتركيا، حيث تسيطر على أكثر من 400 كليو متر، وكذلك تسيطر على منطقة تتجاوز الـ 400 كليو متر بمحاذة الفرات وتتجاوزه في بعض المناطق كما هو الحال في الجيب الممتد غربي سد الفرات.
وكذلك النظام يسيطر على بعض المواقع شرق نهر الفرات في دير الزور، كما مازال تنظيم "الدولة" يسيطر على بعض القرى والمدن هناك منها غرانيج وهجين بمحافظة ديرالزور، فضلا عن سيطرته على جيب طويل يبدأ من شرقي مدينة الهول شرق محافظة الحسكة.
والمنطقة الممتدة شرق الفرات هي خزان سوريا النفطي باعتبار أن كل حقول النفط فيها، كما أنها خزان سوريا الغذائي على اعتبار أن المحاصيل الزراعية الاستراتيجية كالحبوب والقطن تخرج منها، وبالتالي بالاستحواذ عليها تكون "قسد" قد استثأرت لنفسها بنصيب الأسد من سوريا.
وبإعلان التحالف عزمه نشر قوات حدودية شرق الفرات وعلى الحدود مع تركيا والعراق، يكون أعطى الضوء الأخضر لحلفائه في اتجاه تأسيس كيان انفصالي، أو فيدرالي بالمنطقة، إلا أنه بالوقت ذاته تخلى عن مناطق سيطرتهم في غرب الفرات التي يبدو أنها سوف تواجه عمليه تركية مرتقبة حسب التصريحات التركية الأخيرة.
وتزامن إعلان التحالف لنوايا تشكيل قوات حرس الحدود مع زيادة حدة التصريحات التركية حول التدخل في عفرين شمال حلب ومنبج شرقها، وهما منطقتان تقعان غربي نهر الفرات، أي أنهما خارج المنطقة التي قررت الولايات المتحدة دعم حرس حدود فيها.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أمس الأحد في تعليقه على الخبر، إنه بدلا من أن توقف الولايات المتحدة دعمها لحزب "ب ي د" " نزولا عند رغبة أنقرة، فإنها تتخذ خطوات مثيرة للقلق لإضفاء الشرعية على هذا التنظيم ليبقى دائما في المنطقة.
ووصف توجه واشنطن لتشكيل قوة أمنية تنتشر شمالي سوريا عند الحدود مع تركيا بغير المقبول، وأكد أن بلاده ستواصل قتالها لأي تنظيم إرهابي، بغض النظر عن اسمه وشكله داخل وخارج حدودها.
وتتهم تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب بأنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية، وترى أنه يتستر تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية وتعتبر أنقرة أن سيطرته على أجزاء واسعة في شمال وشمال شرق سوريا تهدد مباشرة أمنها القومي.
يذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د" أعلن فيدرالية شمال سوريا بالمناطق التي يسيطر عليها، إلا أن هذه الفيدرالية لم يعترف فيها لا المعارضة السورية ولا نظام الأسد.