بلدي نيوز - إدلب (خاص)
سرب مصدر مقرب من "هيئة تحرير الشام"، أن مجموعة من القادة داخل الهيئة ينوون الانشقاق عنها والعودة إلى مبايعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في الفترة المقبلة، وتشكيل فصيل بمسمى جديد.
وقال المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه- لبلدي نيوز أن قياديين في "هيئة تحرير الشام"، "قاطع الحدود" (حارم، وسلقين، ودركوش، وجسر الشغور) سيعلنون في اليومين المقبلين الانشقاق عن الهيئة ومبايعة الظواهري والعودة إلى تنظيم القاعدة.
ونوّه المصدر إلى أن هؤلاء القادة كانوا ينوون الانشقاق وإعلان التشكيل في وقت سابق، لكن بسبب اعتقال "سامي العريدي وأبو جليبيب الأردني" قادة تنظيم القاعدة في سوريا من قبل الهيئة، وبسبب الضغوط والمفاوضات، التي فرضتها "هيئة تحرير الشام" على قياديي القاعدة، من تسليم سلاح وغيرها مقابل الإفراج عن القادة، تأجل إعلان التشكيل والانشقاق لوقت آخر، وفق المصدر.
وأضاف "يعود سبب اعتراض هيئة تحرير الشام على تشكيل فرع لتنظيم القاعدة في سوريا، لإبعاد ذريعة قصف المنطقة، ودفع ذرائع المجتمع الدولي، وما تسببه من قصف وجذب للطائرات وجحيمها، خصوصاً بعد أن تخلّت تحرير الشام عن ارتباطها بالقاعدة وقطعت شوطاً طويلاً في كسب الشرعية السياسية، ومحاولة إزالتها من لائحة الإرهاب، لإبعاد المنطقة عن الهلاك والدمار".
وكانت اعتقلت "هيئة تحرير الشام" وبأمر من قائدها العسكري "أبو محمد الجولاني"، كلاً من القيادي "أبو جليبيب الأردني" والشرعي "سامي العريدي"، بتاريخ 28 تشرين الثاني من العام الفائت.
ويأتي سبب اعتقال القياديين على خلفية سعيهما لتشكيل تنظيم بمسمى القاعدة يجتمع فيه بقايا لواء الأقصى والمنشقين عن تنظيم "الدولة"، إضافة لموضوع محادثات "أستانا" والتدخل التركي، ورفض أتباع تنظيم القاعدة دخول تركيا إلى إدلب وريف حلب الغربي.
وأفرجت الهيئة عن القياديين إضافة لعدد من الأفراد الذين تم اعتقالهم بتاريخ 11 كانون الأول من العام الماضي، حيث لاقى اعتقال الشرعيين ردود فعل كبيرة من شخصيات عسكرية وشرعية وطلاب علم من كوادر "هيئة تحرير الشام" ومن المنتمين لفكر "القاعدة"، حيث رفضوا اعتقالهم وطالبوا الهيئة بالإفراج الفوري عنهم، كما علقت العشرات من الشخصيات عملها في الهيئة لحين البت في قضية المعتقلين، ووصل الأمر لخروج "أيمن الظواهري" في تسجيل صوتي عقب في كلمة مطولة على الحادثة، وفصل في قضية فك الجبهة ارتباطها بالقاعدة والخلاف الحاصل في الأمر، معلناً دعمه للمعتقلين.
وشهدت محافظة إدلب في الآونة الأخيرة عمليات اغتيال وتصفيات لقيادات أغلبهم من "المهاجرين" يُرجّح ارتباطهم بتنظيم القاعدة، وهذا ما زاد بحالات التوتر والإرباك في صفوفهم، ويعود سبب ذلك إلى أن أنصار التيار المتشدد يحاولون تجميع قواهم وأنصارهم لإعلان التشكيل الجديد، والذي باتت "تحرير الشام" والتي تعتبر الأقرب لهم، تحاربهم وتمنعهم من هذا الإعلان، وهذا ما يرجح تصفيتهم واعتقالهم.