بلدي نيوز-(متابعات)
تستأنف الثلاثاء في جنيف المفاوضات حول سوريا، وتأمل الأمم المتحدة بأن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، فرصة لانجاح هذه المفاوضات التي سبق أن أخفقت في التوصل الى تسوية.
وأعرب موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي يصف نفسه بأنه "متفائل دائما" اذ يشير إلى وجود تقدم تدريجي حتى حينما يتحدث آخرون عن طريق مسدود، عن أمله بأن تشكل الجولة الثامنة التي تبدأ الثلاثاء أول "مفاوضات حقيقية"، وسيتعين على طرفي النزاع تجاوز ما أسماها "العقبة" التي أدت إلى خروج محادثات سابقة عن مسارها وهي مصير بشار الأسد.
وقال دي ميستورا، وهو دبلوماسي "حذر بطبعه"، للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية إن مطلبها برحيل الأسد قد لا يكون أمرا ممكنا، وأشار في أيلول إلى أن على الهيئة العليا للمفاوضات أن تكون "واقعية" وتدرك بأنها "لم تربح الحرب"، في تصريحات أثارت حفيظة المعارضة.
وخلال لقاء عقد في العاصمة السعودية هذا الأسبوع، اتفقت تيارات متباينة من المعارضة السورية على إرسال وفد موحد إلى جنيف.
وانضمت مجموعات من المعارضة تتخذ من موسكو والقاهرة مقرات لها ولديها نهج "أقل تشددا" حيال مستقبل الأسد إلى الهيئة العليا للمفاوضات.
واستبقت شخصيات معارضة بارزة انطلاق مؤتمر الرياض بإعلان استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات، في مقدمها منسقها العام رياض حجاب الذي استقال "أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد"، واختارت الهيئة الجمعة نصر الحريري لترؤس وفدها المكون من 36 عضوا إلى جنيف.
وأصر الحريري الذي كان المفاوض الرئيسي عن الهيئة خلال جولات سابقة على ضرورة تنحية الأسد في حين لم تظهر أي إشارات فورية الى أن تكتل المعارضة الجديد سيتراجع عن موقفه حيال الرئيس، وطغت على الجهود الأممية خلال الأشهر الأخيرة مبادرات منفصلة تولتها روسيا في الغالب.
ورعت روسيا وايران حليفتا دمشق، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات جرت في استانا وأثمرت إقامة أربع مناطق "خفض توتر" ساعدت في تراجع العنف ميدانيا رغم استمرار القصف الجوي والمعارك في بعض المناطق.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقد "مؤتمر وطني سوري" يضم ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، وهو اقتراح دعمته أنقرة وطهران، وتؤكد الأمم المتحدة من جهتها أن محادثات استانا تتكامل مع مفاوضات جنيف، واعتبر بوتين أن المؤتمر الذي اقترحه سيشكل "حافزا" لجنيف.
وبالنسبة لرئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسي فيودور لوكيانوف، ستكون جهود موسكو الدبلوماسية بشأن سوريا بلا معنى "ما لم يتم إقرارها من قبل المنظمات الدولية، بدءا من الأمم المتحدة"، وأصر على أن "لا شيء سينجح" إلا إذا حصل على الموافقة في جنيف.
وأشار خبراء كذلك إلى أن تأثير دي ميستورا تراجع عقب انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث باتت الولايات المتحدة أقل نشاطا في الجبهة الدبلوماسية السورية.