بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
بعد موجة النزوح الهائلة التي حصلت نحو الشمال السوري، تعاني مدينة اعزاز من ازدحام سكاني هائل على كافة المستويات، حيث أن كثير من العوائل التي قدمت إلى المدينة سكنت في المدارس والمرافق العامة بشكل عام.
ومع تحرير المنطقة من تنظيم "الدولة"، بدأت المؤسسات الحكومية بالعودة إلى عملها الطبيعي ومنها المدارس؛ التي كان لابد من إخلائها من النازحين المتواجدين فيها مع تأمين البديل لهم، وسط تخوف منهم من الحصول على سكن في المدينة المكتظة بالسكان.
وفي تصريح خاص لبلدي نيوز، قال "محمد حمدان" مدير المكتب التعليمي في المجلس المحلي بمدينة اعزاز "وجهنا عدة إنذارات إلى ساكني المدارس منذ ستة أشهر والقاطنين بضرورة إخلائها من أجل إعادة الترميم والإصلاح لكي تكون جاهز مع بدء العام الدراسي الجديد".
وأضاف حمدان: "تم إخلاء إحدى المدارس وأما الثانية فرفض القاطنون فيها الإخلاء، مع العلم أن المجلس قام بتأمين خيام وأرض زراعية وبعض المساعدات لكي يتم ترحيلهم إليها".
وأكمل بالقول: "هناك ازدحام شديد على المدارس في مدينة اعزاز من قبل الطلاب، حيث كان من الضروري تقسيم الدوام المدرسي إلى ثلاث مراحل كون لدينا عشرين ألف طالب في مدينة اعزاز وهذه المدرسة التي يسكنها النازحون تتسع لألف طالب وبعد عدة محاولات تم الرفض بشكل قطعي لأسباب متعددة وتم إحالة الملف للقضاء".
مراسل بلدي نيوز زار هذه المدرسة وقابل عددا من النازحين فيها، حيث قال "أبو محمد" وهو أحد النازحين من ريف حلب الشرقي "سبب رفضنا الخروج هو قدوم فصل الشتاء والمخيم الذي قرروا ترحيلنا إليه، هو غير مخدم بشكل كامل ويصعب العيش فيه في فصل الشتاء وبعيد عن المدينة ونحن لدينا أطفال صغار".
كما قال "حسن" وهو مهجر من مدينة حلب: "نحن نرفض الخروج من المدرسة لأن المخيم الذي سوف يتم تجهيزه لنا لا يوجد فيه لا مياه ولا كهرباء ولا حتى أدني مقومات الحياة، ونحن لا نملك أي شيء من أثاث أو أدوات منزلية".
وأضاف حسن: "ما نشاهده من معاناة في المخيمات من فصل الشتاء من غرق للخيام واحتراقها، هذا الأمر الذي يجعلنا نتردد في الخروج من المدرسة وتحديدا أننا قادمون على فصل الشتاء".
يذكر أن مدينة اعزاز استقبلت خلال السنتين الماضيتين أكثر من خمسين ألف نازح ومهجر من كافة المحافظات السورية، وباتت مركزا يستقطب الأهالي في ريف حلب الشمالي.