بلدي نيوز - (عبد القادر محمد - أحمد عبد الحق)
بات الاقتتال الداخلي بين أي من فصائل العسكرية كابوساً يؤرق المدنيين، وينعكس سلباً على حياتهم في المناطق المحررة، وعلى الأمن الذي يفقدونه في كل اقتتال، تتعدد أشكاله وأنواعه وأسبابه بين الفصائل، سواء في ريفي إدلب وحلب أو الغوطة الشرقية ودرعا وريف حمص.
ويعيش سكان الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حلب منذ ثلاثة أيام على إيقاع التوتر بين فصائل، أبرزها السلطان مراد و"الشامية"، وسط تخوف كبير من تطور التوتر الحاصل إلى اقتتال وجراح نازفة جديدة قد لا تتوقف، لاسيما مع بدء أولى مراحل الصدام المسلح، وسقوط ضحايا بين الطرفين.
فقد تسببت الاشتباكات الحاصلة اليوم السبت في مناطق عدة بين الطرفين بترويع المدنيين، لاسيما أن المنطقة باتت تغص بآلاف المهجرين إضافة لأهل المنطقة، ممن فقدوا الأمان لسنوات في مناطقهم، ودفعهم البحث عن موطن آمن للوصول للمنطقة رغم كل ما يعانونه من متاعب وضعف في الإمكانيات.
استطلعت شبكة بلدي نيوز آراء بعض المواطنين في ريف حلب الشمالي حول الاشتباكات والخلافات التي تجري بين أخوة الدرب، فقال "محمد البكري" أحد سكان ريف حلب الشمالي: "إن ما يجري هو فتنه كبيرة يجب على العقلاء حلها، ونحن كمدنيين بات صوت الاشتباكات يخيفنا، بعد أن أصبحت منطقتنا آمنة، ولقد تأثر الناس وقل نشاطهم وحركتهم، وامتنع الكثير منهم عن مغادرة بلدته، بسبب الاستنفار على كافة الحواجز".
وأضاف "محمد" أن التوتر انعكس على حركة الأسواق، والتي انتابتها حالة من الشلل الكاملة بسبب الاشتباكات.
من جانبه، يرى الطبيب "سمير موسى" أن ما يحصل هو كارثة بحق الثورة، وأضاف: "بعد كل ما قدمنا من تضحيات وبعد توقف جميع الجبهات، واحتلال قسد لعشرات البلدات نأتي ونقاتل بعضنا.. هذا معيب"، حسب تعبيره.
وأشار "الموسى" إلى أن الحركة على كافة المعابر قد توقفت، وبدأ الناس بإغلاق محلاتهم التجارية مبكرا، وهنالك بعض السلع بدأت بالارتفاع وأن الخاسر الأول والأخير هم المدنيون.
بدوره، قال الأستاذ "نزار نجار" معاون مدير مخيم باب السلامة لبلدي نيوز إن هذه الاشتباكات تروع سكان المخيمات من أطفال وشيوخ ونساء، وهناك تخوف من الرصاص الطائش الذي عادة ما يذهب ضحيته المدنيون الذين يسكنون في الخيام.
وأضاف "النجار" أن بعض العناصر من الفصائل يتصرفون بشكل "همجي" في مثل هكذا خلافات ولا يحكمون عقلهم أبدا، مناشداً كافة العقلاء بضرورة التدخل وحل هذا الخلاف لتفادي سقوط المزيد من الضحايا.
تأتي هذه الاشتباكات بين الجبهة الشامية والسلطان مراد على خلفية تسليم الجبهة الشامية لمعبر باب السلامة للحكومة المؤقتة، تلا ذلك قطع فرقة السلطان مراد للطرق المؤدية للمنطقة، والوصول لمرحلة الصدام المسلح اليوم، بعد فشل العقلاء في حل القضية والتي تخفي خلفها أسباباً غير معلنة لهذا التوتر.