بلدي نيوز – (متابعات)
أعرب قياديان في المعارضة السورية، عن تفاؤلهما بأن تنجح الجولة السادسة من مباحثات أستانا المقررة يومي 14 و15 أيلول/ سبتمبر الجاري، في ترسيخ وقف إطلاق النار، وتثبيت حدود مناطق خفض التوتر، فضلا عن ضم مناطق جديدة إليها.
وتحدث محمد علوش، رئيس الهيئة السياسية في "جيش الإسلام"، عن احتمال أن تقود مباحثات "أستانا 6" إلى إنهاء الحرب في سوريا، وقال "نحن بين مرحلتين، الأولى هدنة وليست نهاية الحرب، فطالما هناك محتل إيراني (قوات إيرانية تقاتل بجانب النظام) وميليشيات شيعية، وعصابات الشبيحة، فوضع الحرب أوزارها غير صحيح"، حسب وكالة "الأناضول".
واعتبر أن مفاوضات أستانا القادمة "خطوة باتجاه السلام والحل، وتحرير الأراضي السورية من الإرهاب، والمليشيات الطائفية التي دخلت البلاد".
وقال علوش إن "كل الاتفاقيات جاءت في إطار القرارات الدولية بشأن الحل السياسي الشامل، وهي القرار 2118، و2254، واتفاقية أنقرة الموقعة في 29 كانون الأول/ديسمبر 2016، واتفاقية أستانا".
وشدد على أن هذه القرارات والاتفاقات "هي المرجعية القانونية التي تفضي إلى الانتقال إلى الحل السياسي العام والعادل والشامل، وليس الهدنة ولا المصالحات المحلية كما يريدها النظام".
واتهم علوش "ضباط النظام والمليشيات" بعرقلة وقف إطلاق النار "كونهم مستفيدين من حصار مناطق مثل الغوطة وحمص وغيرها".
وأضاف القيادي "يعرقلون تنفيذ مثل هذه الاتفاقيات، والانتقال بها من مرحلة أولى تتمثل بوقف إطلاق النار، إلى مرحلة ثانية وهي فك الحصار، ومرحلة ثالثة تفضي إلى الإفراج عن جميع المعتقلين وعودة الحياة التجارية إلى وضعها شبه الطبيعي".
وشدد علوش على أن تنفيذ هذه المراحل الثلاث "سيؤدي إلى نجاح الجهود الطويلة التي بذلتها أولا المعارضة السورية بمساعدة الدول الصديقة، ولا سيما الأشقاء في تركيا".
بدوره، قال القيادي في "الجيش الحر" المعارض قائد حركة "تحرير وطن" في حمص، العقيد فاتح حسون، إنه "وفق جدول أعمال أستانا القادم والمحضر مسبقا، سيتم تثبيت حدود مناطق خفض التصعيد الأربع، وهي المنطقة الجنوبية، والغوطة، وحمص، والمنطقة الشمالية".
وأضاف حسون في تصريحات للأناضول، "سنطرح ملفات تتعلق بقضايا تخدم الثورة السورية وتدين النظام وداعميه، ومتابعة آليات تطبيق بنود القرار الدولي رقم 2254، القاضي بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وفك الحصار، وإخراج المعتقلين"
وأكد ما قاله علوش من أن مفاوضات أستانا ستكون خطوة نحو الحل النهائي، قائلا "نأمل أن تكون محطة نهائية لوقف إطلاق النار، لكن هذه المحطة لا تعني الوصول إلى الهدف، فما زلنا لم نحقق هدفنا، وهو إسقاط النظام".
هذا التفاؤل لم يأت من فراغ، فقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من العاصمة الكازاخية أستانا، السبت الماضي، بأن المفاوضات المرتقبة تعد مرحلة نهائية للمباحثات الرامية إلى حل الأزمة القائمة منذ عام 2011.
وخلال اجتماع مع نظيره الكازاخي نور سلطان نزارباييف، تابع أردوغان "أتمنى أن تكون (مباحثات) أستانة (الخاصة بالجانب العسكري والميداني) نهاية للخطوات المتخذة، وتساهم بذلك في تسهيل مباحثات جنيف (الرامية إلى إيجاد حل سياسي)".
وتعقد "أستانا 6" برعاية الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، وهي تركيا وروسيا وإيران، وتهدف أيضا إلى تأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.
واتفقت الدول الضامنة في مايو / أيار الماضي، على إنشاء أربع مناطق لخفض التوتر، وهي: المنطقة الجنوبية، والغوطة، وحمص (وسط)، والمنطقة الشمالية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد الماضي، أن "الأسبوع المقبل (الحالي) سيشهد اتفاقات لإنشاء منطقة خفض توتر جديدة في ريف إدلب (شمال)"، مضيفا أن موسكو "تدعم جهود السعودية لتوحيد فصائل المعارضة السورية، ما من شأنه المساهمة في تقدم المفاوضات المقبلة في جنيف".
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا، في 17 أغسطس / آب الماضي، تأجيل مباحثات جنيف التي كانت مقررة في 22 من الشهر نفسه، دون تحديد موعد بديل، مكتفيا بالقول إن "شهر أكتوبر سيكون حاسما للأزمة السورية".