بلدي نيوز-(خاص)
تحول نقل عناصر الفصائل المعارضة من البادية السورية نحو الأردن، والذي يفترض أن يتزامن مع نقل اللاجئين من مخيم الحدلات إلى واقع وأمر لا مفر منه، بسبب الوضع والضغط الذي نفذه أكثر من طرف، حيث يفترض نقلهم الى مخيم الركبان حيث وعدوا هناك بالحماية "الدولية"، في محيط منطقة 50 كيلو متر من معبر التنف.
الناطق الإعلامي باسم قوات الشهيد أحمد العبدو العاملة في البادية السورية (سعيد سيف) قال في حديث خاص لبلدي نيوز: "لقد قدمنا موافقة أولية للانسحاب من البادية، ولكن ما يأخر الانسحاب هو وضع المدنيين وما التطمينات بالنسبة لهم، وما مصير الموجودين بمخيم الركبان، وهل سيكونون محممين من أي اقتراب للميلشيات الشيعية، أم الحال سيكون كمخيم الحدلات".
وأكد (سيف) أن أي قرار سوف يتخذ سيكون بالدرجة الأولى في مصلحة المدنيين ومن ثم المقاتلين، لافتاً إلى أن الاستشارات لا زالت جارية لتفادي أخطر السيناريوهات، من تشتت فصائل الحر بالمنطقة، وتعرضهم لحملة وقصف عنيف يسبب خسائر بشرية كبيرة.
وتابع (سيف): " للأسف ليس لدينا أي خيارات متاحة لدينا، بأن نناور أو نعتمد على أي شيء في المنطقة، ولكن بالنسبة لقدراتنا لا أقول أنه غير موجودة، إنما قليلة جداً بالنسبة لحجم الهجمة العسكرية، والسلاح عند النظام، ناهيك عن الروس".
وأشار (سيف) إلى أن الصعوبات التي واجهتهم كثيرة جدا، وإن أبرز هذه الصعوبات هي المدنيين وحمايتهم، فالمنطقة مكشوفة لا نستطيع المناورة فيها أمام الطائرات، وشح الموارد الأساسية واللوجستية من ماء وغذاء ومن طبية، أثر بشكل كبير.
الواقع السيء الذي وصلت إليه فصائل الثوار في البادية السورية، يأتي فيما يبدو استكمالا لتفاهم إقليمي دولي، أبعد فيه النظام عن درعا وجنوب غرب سوريا، عبر الاتفاق الذي رعته روسيا وأمريكا، وأعطى الضوء الأخضر للنظام وميليشياته ومن خلفه الروس للسيطرة على البادية السورية بشكل كامل، وسط توقف شبه كامل للدعم للفصائل، التي تقاتل النظام في البادية السورية في ظل ظروف لوجستية بالغة في السوء.
هذا ومنذ سريان وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، في التاسع من تموز الماضي، تتعرض البادية السورية، لهجوم غير مسبوق من قبل النظام وميليشياته، بدعم غير محدود من قبل الروس، الأمر الذي استطاع بموجبه النظام السيطرة على قسم كبير من البادية السورية، خصوصا تلك المحررة حديثا من تنظيم الدولة من قبل فصائل المعارضة.