بلدي نيوز - حمص (محمد أنس)
حصلت "بلدي نيوز" على محضر الاجتماع الذي حصل بين ممثلين ومجلس محافظة حمص الحرة في حي الوعر والأمم المتحدة، حيث دخل وفد أممي رفيع المستوى إلى حي الوعر المحاصر في مدينة حمص ظهيرة أمس السبت، الثاني عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري على رأسها "ستيفان أوبراين" مسؤول ومنسق الإغاثة الأول في الأمم المتحدة ويعقوب الحلو سفير الأمم المتحدة في سورية برفقة قوافل مساعدات دولية تضم أغذية كدفعة ثانية مقرر إدخالها لحي الوعر المحاصر في مدينة حمص.
ودخل الوفد مقر الاجتماع وسط صيحات المدنيين في الحي الذين خرجوا بمظاهرة، في حين دامت الزيارة نصف يوم كامل تم خلالها عقد اجتماع موسع مع مجلس محافظة حمص الحرة وممثلين عن لجنة المفاوضات والجمعيات الإغاثية والمكاتب الخدمية والتعليمية الثورية ضمن الحي.
وتم طرح تساؤلات كثيرة خلال الجلسة عن دور الأمم متحدة في حي الوعر خلال الوقت الراهن، وهل ستعمل الأمم المتحدة، بالتعاون مع النظام لإفراغ حي الوعر، كما تم في حمص القديمة وإحداث تغيير ديمغرافي في حي الوعر كما حصل في حمص.
إضافة إلى اتباع النظام سياسة التجويع في المناطق المحاصرة، واستخدام الأمم المتحدة كسلاح بيده يستخدمه كيفما يشاء، في حين عبرت لجنة المفاوضات التابعة للحي عن رضوخها الإنساني لتوقيع الهدنة في حي الوعر بعد حصار كامل لسكان الحي وطوق أمني منعت خلاله حواجز النظام أصغر أنواع الغذاء والدواء عن سكان الحي، وأضافت اللجنة أن ربط دخول القوافل بهدنة الوعر أمر مرفوض تماما، إلا إن قرارات مجلس الأمن رقم 1112 – 1212 تمنح الأمم المتحدة حق إدخال المساعدات للمناطق المحاصرة دون الرجوع للنظام.
وركزت اللجنة على أن توقيع الهدنة كانت بطابع إنساني وبعكس ما يروج النظام أنه حل سياسي بين الطرفين، الأمر الذي أثار استنكار اللجنة بالطريقة التي يستخدم بها النظام موضوع الهدنة خصوصا بعد حصار كامل طويل، وقد أثنى "ستيفان أوبراين" على لجنة التفاوض وعملها الحثيث لتجنيب المدنيين الحرب والبحث عن طرق السلام، وأكد على العمل المشترك للوصول لصيغة تفاهم مشتركة وبناء الثقة مع الأمم المتحدة في المراحل القادمة.
وفي استفسار سابق للجنة التفاوض عن موضوع المعتقلين لدى قوات النظام، قال "يعقوب الحلو" سفير الأمم المتحدة في سورية أن مكتب المبعوث الخاص على رأسه السيدة "خولة مطر" مازال مستمرا بالضغط والعمل بداية من المحافظ، وصولا لكل أجهزة النظام الأمنية للضغط والعمل على إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق السعادة لسكان حي الوعر، بحسب وصف "الحلو"."
وتساءل "ستيفان أوبراين" عن طرق زيادة الضمانات للوصول لصيغة تفاهم موحدة لتعزيز الثقة مع الأمم المتحدة التي بحسب قوله "ستعمل بشكل جاد لتعزيز الحل السلمي في سورية"، فردت لجنة التفاوض أن النظام يراوغ بشكل مستمر، والأهالي لا يزالون يعانون على جميع الأصعدة الغذائية والطبية والعسكرية وغيرها، وأضافت اللجنة أن الجميع يبحث عن حل ونحن مستعدون للحل السياسي الذي لا يتعارض مع مسار الثورة لكن دون وجود الأسد وإلا لا يمكن الوصول لحل أبداً.
وفي حديث لرئيس مجلس محافظة حمص، قال المهندس "أمير عبد القادر" بعد التحية للزوار وشرح تفصيلي عن وضع الحي الإنساني والصحي والطبي والمعيشي على كافة الأصعدة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظماته.
وقال رئيس المجلس إننا نأمل أن يكون مستقبل الأمم المتحدة في الحي مقروناً بالنقاط التالية: "عدم تهجير الناس من أحيائها، اعتبار المجلس هو المرجع الوحيد، تفعيل القرارات الدولية، حيادية الأمم المتحدة، تنفيذ المشاريع التي وعدت بها الأمم المتحدة، السماح بإدخال المحروقات ودعم القطاعين الزراعي والحيواني".
وزار الوفد بعد الاجتماع كل من مشافي الحي والنقاط الطبية والأماكن التي تعرضت للدمار بسبب القصف العنيف الذي كانت تقوم به قوات النظام ضد سكان الحي ما أدى لحركة نزوح داخلية كبيرة وتم تشكيل ورشات عمل مشتركة، وبينت الأمم المتحدة ومؤسسات الحي على كل المستويات الطبية والخدمية وغيرها لرسم خارطة طريق لتخديم الحي وإعادة إعماره بشكل كامل.