"عفرين" خارج حساباتها.. خارطة جديدة ترسم حدود الأسد و"قسد" - It's Over 9000!

"عفرين" خارج حساباتها.. خارطة جديدة ترسم حدود الأسد و"قسد"

بلدي نيوز - (كنان سلطان) 
لم يعد بالجديد الحديث عن تفاهمات دولية وإقليمية، رسمت ملامح شكل سوريا، بانتظار الانتهاء من الترسيم النهائي الذي يحدد مناطق النفوذ بالنسبة للاعبين الأساسيين "أمريكا وروسيا"، وتوافقات جديدة بالتوازي، توضح طبيعة العلاقة والتنسيق بين كل من النظام وقيادات في الإدارة الذاتية التي يقودها ويصنع قرارها حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، وغرف عمليات مشتركة، ترسم سياسة الحرب دون أن يتجاوز أحدهما على الآخر .
الجديد هذه المرة هو ما أظهرته خريطة جديدة، بشكل لا لبس فيه حدود "الدولتين"، دولة الأسد ودولة إقليم شمال سوريا، ومن خلفهما روسيا وأمريكا، وكان اللافت هذه المرة استبعاد مدينة (عفرين) من مناطق سيطرة ميليشيا الاتحاد الديمقراطي، وضمها مدينتي (منبج والطبقة).
بالعودة إلى أهمية المدينتين "الطبقة ومنبج" نجد أن من يهندس عملية رسم حدود الكيان الجديد شمال سوريا، لم يغب عنه أهمية أن تمتلك مقومات "الدولة" وتنتج ما يمكنها من الصمود، وتمتلك مصادر للطاقة إلى جانب تربعها على حقول نفط وغاز، فالمدينتين فيهما أكبر سدين في سوريا ينتجان الطاقة الكهربائية، لذا نجد إنها تخلت عن (عفرين) لقاء حصولها على ما هو أهم، يعطيها ديمومة اقتصادية، دون الحاجة للرضوخ والابتزاز.
وفي حديث للناشط السياسي (حمد شهاب الطلاع) حول هذا الموضوع، يقول "أولا بالنسبة لميليشيات قسد فهي ليست صاحبة قرار بتحديد ميدان المعركة أو وجهتها بالمطلق، فهي خاضعة لتوجيهات أميركية صرفة، أما بالنسبة لنظام الأسد فقد أراد بتغاضيه عن (عفرين) تحقيق أهداف سياسية، منها داخلية موجهة للمكون الكردي، ليظهر له أن النظام هو الطرف الأكثر تفهما لطموحاته في إقامة فيدرالية على أساس عرقي".
ويضيف (الطلاع) في تصريح لبلدي نيوز "أن هناك أهداف خارجية متعلقة بتركية لجعل (عفرين) ساحة صراع (تركية أميركية) مباشرة على أمل فتح صراع عسكري أميركي تركي، لكون الأمريكان لازالوا ملتزمين بالدعم المطلق لحزب العمال الكردستاني وجناحه السوري".
وعن ضم مليشيات "قسد" لمدينتي (منبج والطبقة) فيقول( الطلاع) "سكوت النظام على (منبج والطبقة) ولكون هاتين المنطقتين عربيتين وخاضعتين لليد الأميركية من جهة، ولكون (منبج) تحديدا على قائمة أهداف قوات "درع الفرات" المدعوم من تركيا من جهة أخرى".
وبين (طلاع) أن النظام لا يرغب في هذا الظرف بالذات وضعه المدينتين على قائمة أهدافه، حيث يرى (طلاع) بأن ذلك يعود لأسباب عسكرية صرفة، تتعلق بالجهد العسكري الذي يحشده باتجاه دير الزور، ذات المساحة الصحراوية الواسعة بهدف إنجاز الطريق البري مع العراق.
ويؤكد (الطلاع) على أن النظام غير قادر على الحشد الميداني في مواجهة "قسد" وقوات درع الفرات، بالتزامن مع بدء معركة دير الزور، التي هي جارية عمليا، هذا فضلا عن انتظاره لما تؤول إليه التفاهمات الروسية الأميركية، فيما يتعلق بشكل الدولة السورية، وهل سيقررون فدرلتها أم إعادة توحيدها، وخصوصا أنه أصبح يدرك أن لا أمل له بإعادة إحكام السيطرة على كامل سورية مرة أخرى، وفق (الطلاع).
وفي السياق ذاته، يرى الصحفي السوري (ضرار خطاب) بأن الحيز الجغرافي بالنسبة لمدينة عفرين، وبعدها عن المناطق التي شغلها تنظيم "الدولة" طيلة السنوات الفائتة، جعلها خارج الحسابات.
ويقول (خطاب) "اعتقد أن خلو منطقة عفرين ومحيطها من تنظيم الدولة منعها من أن تكون في ميزان التفاوض الأمريكي، وجعل مصير تلك المنطقة بأيادي الروس والأتراك، فكما نرى اليوم الوجود الروسي في مناطق سيطرة قسد مقتصر على (كفر جنة)، والقصف التركي ضد مناطق سيطرة قسد تقريبا مقتصر على (عفرين) وريفها، ولا وجود أمريكي في تلك المناطق، كما أنه لا دعم جوي لقسد ضد فصائل المعارضة فيها، حيث لا مبرر لدعمها في ظل خلو تلك المنطقة من تنظيم الدولة".
ويضيف (خطاب) في حديثه لبلدي نيوز، "ميليشيا ب ي د برأيي عبارة عن تنظيم لا يهدف إلى إقامة كيان أو دولة، بقدر ما يهدف إلى الاستمرار بشكله الحالي، والدليل على ذلك التنازلات التي يقدمونها أمام نظام الأسد، حيث سمحوا له بالمشاركة في معارك شرقي الرقة، وغضوا الطرف عن عمليات المصالحة في ريف حلب في بادئ الأمر".
ويختم الصحافي السوري حديثه بالقول "إن أي مناطق سيطرة جديدة من الممكن أن يستغل أهلها في تحصيل الضرائب واستغلال مواردها هي مكسب بالنسبة له، سواء (منبج) أو غيرها"، في إشارة لمليشيات "ب ي د".

مقالات ذات صلة

مصرع خمسة أفراد من عائلة واحدة من جراء انفجار عبوة ناسفة داخل منزلهم في رأس العين

خسائر من الجيش الوطني بمحاولة تسلل لقسد بريف حلب

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب

"التنظيم" يعلن عن هجومين له على مواقع "قسد" شرق سوريا

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب