بلدي نيوز- (خاص)
تعتبر "عرسال" ومحيطها واحدة من النقاط الجوهرية في خطة سيطرة حزب الله على الحدود السورية اللبنانية، التي بدأت بالقصير ويبدو أن عرسال واحدة من أهم محطاتها، فهي تمثل بالنسبة له هدفا مرحلياً مهما، لإتمام الطريق الواصل من ايران إلى البحر المتوسط، والعمل على تأمينه وتجهيز نقاط الامداد والتخزين المحصنة على طوله، والتي تعتبر القلمون وعرسال من ضمنها، فهي تحتوي على كتل جبلية مهمة، تسمح له بإنشاء الكثير من المناطق العسكرية والمخازن في الكتل الجبلية في المنطقة، والتي يحتاجها جدا في استراتيجيته المتعلقة بالمنطقة أثناء السيطرة عليها، وفي استراتيجيته العسكرية لمرحلة ما بعد السيطرة على سوريا، والهجمات المتوقع تنفيذها شمالا أو جنوباً.
فمنطقتا القلمون وعرسال وجرودها تسمح للميليشيات ببناء مستودعات عسكرية ضخمة ومحصنة، ضمن صخور الجبال التي توجد في المنطقة ومحيطها، والتي تعني الكثير بالنسبة لضعف القدرات الجوية لايران وحزب الله، وتعني لهم الفرق بين التدمير الشامل لقدراتهم العسكرية والنجاة في حال دخلوا أي معركة مع عدو متفوق جويا مثل دول الخليج أو تركيا، ما يدفعهم بقوة للسيطرة على هذه المنطقة (في اجترار للتجربة اليمنية)، علماً أن النظام سبق له حفر الكثير من الانفاق في جبال القلمون، والتي يخزن فيها معظم خزينه الصاروخي الباليستي، إضافة لجعل هذه المنطقة خط دفاع أول عن الميليشيات في لبنان في حال حدوث أي معركة إقليمية في حال انكسرت إيران في سوريا، وتحول حزب الله من الهجوم للدفاع.
أما عن الاهمية الاستراتيجية لها، فهي تعتبر معبراً مهما من سوريا إلى شرقي لبنان ثم جنوبه وصولاً إلى البحر، وسيكون لها دور مهم في طريق تجارة وزراعة المخدرات التي تعمل إيران على اعتبارها الجانب الثاني للفوائد التجارية والاستراتيجية لهذا المعبر، الذي سيسمح بالمزيد من السيطرة لها على تجارة وأسعار المخدرات عالمياً، وبخاصة المستخرجة من الخشخاش الذي يزرع بكثافة في إيران وأفغانستان والذي تنوي إيران توسيع زراعته في المنطقة ككل، حيث سيعتبر هذا الطريق بمثابة ممر آمن للخشخاش ومنتجاته القادمة من ايران وافغانستان نحو البحر.
وبخاصة أن ايران تسعى لتحويل المنطقة التي تسيطر عليها إلى مزرعة كبيرة للنباتات المخدرة، سواء خشخاش أو غيرها من مصادر المواد المخدرة، ما سيؤدي لأن تصبح إيران المسيطر الحقيقي على سوق المخدرات عالمياً، ما يعني قدرتها على التغلغل أكثر ضمن منظومة التجارة المنظمة بهذه المواد، الأمر الذي يعطيها حركية حركة أكبر في البلدان الأوربية، ويسمح لها بالحصول على المزيد من التقنيات التي قد تستطيع استخدامها عسكرياً بحكم الوفرة المالية، وتوسع القاعدة التي تستطيع العمل عليها خارجياً للحصول على المزيد من التقنيات، وتجنيد المزيد من العملاء.
أما بالنسبة للهدف الديموغرافي، فهو تهجير اللاجئين السوريين من المنطقة، فهم يشكلون مشكلة ديموغرافية كبيرة على هذه المنطقة، خصوصاً أنه لا حل قريب لوضعهم، وتخشى إيران أن تتحول المنطقة لما يشبه المخيمات الفلسطينية، التي لا سلطة لها فعلياً عليها في لبنان، ما يشكل تحدياً حقيقيا لها ولمستقبل وجودها في المنطقة، خصوصاً أن مجمل الأحداث الحالية تؤكد أن الحرب الكبرى في المنطقة لما تبداً بعد، بل ستنفجر في لحظة معينة، عندما تتأزم مخرجات "الحل" في سوريا والعراق، بسبب مقدار الظلم الهائل الذي أصاب المدنيين على أسس طائفية.