بلدي نيوز-(حذيفة حلاوة)
تصدرت البادية السورية مشهد الأحداث في سوريا مؤخراً، خاصة مع بدء قوات النظام وميليشياته لعملياته العسكرية فيها، والذي تزامن مع انحسار سيطرة تنظيم "الدولة" في عدة مناطق من البادية السورية.
الحملة العسكرية الأعنف وأساليب إفشالها
تزامنت الحملات العسكرية التي شنها النظام في عدة مناطق من البادية السورية مع عقد اتفاقيات لتخفيف التصعيد في مناطق أخرى من البلاد، مما فتح أمامه المجال لحشد قواته في معارك البادية التي تحتاج بسبب طبيعة تضاريسها لإعداد كبيرة من العناصر والمعدات.
الناطق الإعلامي باسم جيش أسود الشرقية التابع للجيش الحر (سعد الحاج) قال لبلدي نيوز: "بدأ النظام مدعوما بحليفه الروسي وأعداد كبيرة من الميليشيات الشيعية حملة عسكرية على البادية السورية، تمكن خلالها من السيطرة على عدة مواقع تحت غطاء ناري كثيف ومشاركة ضخمة من العناصر والعتاد".
وأضاف الحاج: "تمكن ثوار البادية من صد أعتى الهجمات، وبسبب البيئة الجغرافية الغاية في الصعوبة أُجبرنا على الانسحاب من عدة مناطق، تلاها اتخاذنا تكتيكات قتالية عمدنا من خلالها سحب قوات النظام إلى المواقع التي نرغب نحن بخوض المعارك بها في جغرافية لدينا خبرة كبيرة بها، مما رجح كفة الصراع لصالحنا، وسمح لنا باحتواء الهجمة الشرسة".
عضو المكتب الإعلامي لقوات الشهيد (أحمد العبدو) قال بدوره: "تمكنا من خلال عمليات الرصد والمتابعة الدقيقة لعمليات قوات النظام وحلفائه من تحديد مواقع تجمعاتهم بدقة، قمنا بقصفها لاحقا بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، حيث كان لذلك دور كبير في تقهقر تلك القوات واستعادة السيطرة على عدة مواقع في منطقتي أم رمم ومحروثة، بالإضافة إلى انتقالنا من أسلوب المواجهة المباشرة إلى حرب الكمائن، التي يبرع بها الثوار بشكل كبير".
البادية معركة مصيرية لا تقبل المساومة
في الوقت الذي كانت تخوض فصائل الجيش الحر أشرس المعارك في البادية السورية، حاولت عدة جهات ودول تغيير كفة الصراع العسكري على الأرض، من خلال استخدام أوراق ضغط "الدعم" بهدف تغيير الواقع الميداني على الأرض.
(سعيد سيف) قال عن الدعم لقوات الشهيد (أحمد عبدو) خلال معارك البادية: "بما يخص قلة الدعم وعدم وجود سلاح نوعي، فمن بداية الثورة لم نعتمد على الدعم الخارجي بالأساس، وهو غير مقنع ولا يتناسب مع قوة النظام، واعتمادنا الأكبر على ضرب مواقع النظام والسيطرة على مستودعات أسلحته".
في حين، قال (سعد الحاج) القيادي في فصيل "أسود الشرقية": "نمتلك مستودعات سلاح من الغنائم والعتاد تكفينا لمقارعة النظام والمليشيات المساندة له لفترة طويلة، ونحن لم نرى أي تطور بنوعية السلاح ليجاري العتاد الذي تقدم به النظام".
وعن أهداف المرحلة القادمة بالنسبة للجيش الحر، أوضح (الحاج): "من أولى أولوياتنا كجيش أسود الشرقية هو الإعداد والتحضير، لخوض معركة باتجاه الشرق وقتال تنظيم الدولة والنظام وتحرير أهلنا في دير الزور".
وحول التصريحات الأمريكية عن اشتراط قتال تنظيم "الدولة" لدعم الفصائل قال (سعد الحاج): "منذ انطلاق معاركنا ضد عصابات الأسد والميليشيات الطائفية المساندة له في البادية السورية، كان الموقف الأمريكي ضبابياً تجاه تلك المعارك، اقتصر على عدة ضربات خجولة لأرتال النظام التي حاولت التقدم لمناطق الثوار، واخيرا بدأت تظهر التصريحات الأمريكية عن وقف دعم الفصائل، الذي لم يشملنا بعد".
ويشهد الجزء الجنوبي من البادية السورية المتمثل بريفي السويداء ودمشق معارك عنيفة، بين قوات النظام مدعمة بالآلاف من عناصر الميليشيات والطيران الروسي، أمام صمود من فصائل البادية بسلاحها الخفيف وأعدادها القليلة.