بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
تعاني معظم المدن السورية من ارتفاع حاد في الأسعار، لا سيما أسعار الخضروات، نتيجة انعكاسات الحرب التي تعيشها البلاد منذ سبع سنوات، لا سيما مع ازياد الطلب عليها في هذا الوقت من السنة.
اعتاد السوريون في مثل هذه الأيام من كل عام، على الذهاب للأسواق الشعبية، لشراء ما يعرف بـ"المونة" مؤونة الشتاء، وهي ما يدّخره الناس من خضروات ومواد غذائية، ليتم تجهيزنا وتخزينها بطرق مختلفة، ومن ثم الاحتفاظ بها في المنازل، حتى يحين موعد استخدامها في فصل الشتاء.
ويخزن الناس أصنافاً عدة، من الخضروات والمأكولات، بعد إعدادها للتخزين، عن طريق العصر والسلق والتجفيف، كالبندورة والباذنجان والملوخية والبازلاء والبامية والفليفلة وأصناف أُخرى كثيرة.
حول هذا الموضوع يقول تاجر الخضار "أبو محمد" من أهالي ريف حلب، لبلدي نيوز: "أصبحت المونة رفاهية بالنسبة للناس، حيث سجلت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً في الأشهر الماضية، حيث بلغ سعر كيلو البندورة 150 ل.س، والباذنجان 100ل.س، والملوخية 100 ل.س، والبامية 700 ل.س، والفليفلة 400 ل.س، بينما لم يكن يتجاوز سعرها في السنوات الماضية 20% من سعرها الحالي".
وأشار "أبو محمد" إلى أن "العائلة المؤلفة من 7 أشخاص تحتاج إلى 300 كيلو بندورة، و100 كيلو باذنجان، و50 كيلو ملوخية، و150 كيلو فليفلة، و25 كيلو بامية" موضحاً أن العائلة الواحدة تحتاج على الأقل 100 ألف ليرة سورية لإعداد المؤونة، وهذا ما لا طاقة للناس به".
تقول "أم عبد الله" وهي ربة منزل، من أهالي ريف حلب أيضاً، إن " اتجاه الناس إلى المؤونة "المونة" قد تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، فظروف الحرب وغلاء الأسعار أثرت علينا بشكل كبير، حيث أصبحنا نعتمد على أصناف معينة من الأطعمة، بعد أن كانت أرضنا تدر علينا مختلف أنواع الخضروات والفواكه، أما اليوم فالأراضي قد جفت بسبب عدم استطاعتنا على زراعتها، جرّاء غلاء أسعار المحروقات، ونقص الأيدي العاملة".
تضيف: "السوريون يعانون على كافة الأصعدة، نتمنى أن تنتهي هذه الحرب قريباً، نستحق الحرية والعيش بسلام كباقي البشر في هذه الأرض".
الجدير ذكره أن مؤونة الشتاء هي عادة سورية ارتبطت منذ عقود طويلة بفترات الحروب التي تعرضت لها البلاد عبر التاريخ، حيث اعتاد الناس منذ سنين على تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية، واستخدامها في فصل الشتاء.