بلدي نيوز – درعا (خاص)
أصدرت القيادة العسكرية لجيش النظام بيانا أعلنت فيه بدء تنفيذ هدنة في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء اعتباراً من ظهر أمس الأحد وحتى يوم الخميس القادم، مبررة ذلك بهدف "دعم العملية السلمية والمصالحات الوطنية" وفق تعبيرها، محذرة في الوقت ذاته من أن أي خرق سيتم الرد عليه بالشكل المناسب.
في المقابل، لم يصدر عن فصائل الثوار أي رد رسمي بخصوص تطبيق الهدنة والالتزام بها، إلا أن الوضع الميداني على الأرض وحالة الدفاع التي يعمل عليها الثوار في جبهات مدينة درعا لا تستلزم منهم سوى انتظار أي تحرك النظام واستهدافه.
وتعتبر هذه الهدنة الثانية، بعد فشل النظام في تطبيق الهدنة الأولى قبل نحو أسبوعين في درعا، حيث باشر النظام بهجوم بري واسع عقب الهدنة الأولى، فيما كانت قواته في معنويات منهارة جراء الانكسارات المتتالية التي أصيبت بها على جبهات المدينة.
ويهدف النظام خلال الهدنة، بحسب" محمد أبا زيد" وهو ناشط إعلامي من درعا "إلى ترتيب أوراقه والتخطيط لأعمال عسكرية يحاول أن يباغت بها فصائل الثوار، كما فعل بعد انتهاء الهدنة الأولى حيث نفذ هجوماً غير متوقع على كتيبة الدفاع الجوية، إلا أن الهجوم فشل فشلا ذريعا ووقع العشرات من قوات النظام بين قتيل وجريح في كمين محكم".
في حين، قال "أبو علي" وهو مدني من مدينة درعا لبلدي نيوز "إن التزام فصائل الثوار هو التزام بحمايتنا من أي تهديد من قبل النظام، الذي لا يوفر أي سبيل لقتلنا إلا واستخدمه في مدينة درعا وأريافها"، معتبرا "الهدنة في الوقت الحالي تثبت فشل النظام الذريع في اختراق جبهات مدينة درعا طيلة الأسابيع الماضية، وما مبادرته لإعلان الهدن من طرف واحد إلا خير دليل على هذا الأمر".
وكانت قوات النظام قد استبقت تطبيق الهدنة بقصف أحياء مدينة درعا المحررة بعشرات البراميل المتفجرة وصواريخ "فيل" ليلة أمس قبل لحظات من دخول الهدنة حيز التنفيذ في مسعى واضح لإشباع رغبتها الانتقامية قبل تطبيق الهدنة، حيث خلف القصف شهيدين وعدداً من الجرحى في صفوف المدنيين.
