بلدي نيوز- دمشق (حسام محمد)
أكدت مصادر ميدانية خاصة لـ "بلدي نيوز" في ريف العاصمة السورية دمشق، بأن العشرات من أبناء "مناطق المصالحات" ممن فضلوا البقاء في بلداتهم ومدنهم مع التهجير القسري الذي مارسه النظام السوري مع الحليفين الروسي والإيراني، قد بدأوا بحملة هجرة طواعية بدوافع قسرية عن مناطقهم نحو المناطق المحررة بالشمال السوري.
وقال "فواز إبراهيم"، وهو اسم مستعار لأحد المدنيين المهاجر طواعية نحو الشمال السوري من ريف دمشق: "آثر آلاف السوريين من أبناء الحاضنة الشعبية للثورة السورية ومن عناصر الجيش الحر في بلدات ريف دمشق البقاء في منازلهم بهدف التمسك بها منعاً للتغيير الديمغرافي، وبأنهم اختاروا المكوث في منازلهم مقابل تسليمهم للأسلحة لقوات النظام السوري بعد حصاره الشديد، فاختاروا الأرض على السلاح عندما وصلت بهم الأحوال إلى الاختيار بين هذين الخيارين القاسيين".
وزاد: "ولكن مع الأشهر التالية لتهجير ثوار بلدات ومدن ريف دمشق، تكشفت للعامة ولعناصر الجيش السوري الحر الذين قاموا بتسوية أوضاعهم مع الأسد، زيف الأخير بشكل كبير، فالنظام غدر بنا وبهم، ولم يقدم لتلك المناطق سوى الوعود الكاذبة والتي تبين فيما بعد بأنها لعب على الوتر الزمني لا أكثر ولا أقل، ريثما يستعيد زمام المبادرة في تلك المناطق ثم يبطش فيها كيف يشاء."
"إبراهيم" هو أحد الواصلين إلى محافظة إدلب مع عائلته أول أمس الأحد، كشف لـ "بلدي نيوز" قيامه بدفع مبلغ خمسة آلاف دولار أمريكي لأحد ضباط النظام السوري مقابل تهريبه من حواجز الأسد، وإيصاله إلى مشارف المناطق المحررة في الشمال السوري.
وأكد المصدر، بأن خطوته هذه جاءت بعد خروج أكثر من مائة مدني ومقاتل سابق من الجيش الحر بطرق مختلفة نحو الشمال السوري، منوهاً بأن الدوافع تنوعت واختلفت حسب ظروف كل فرد أو عائلة، فمنهن من لم يطق العيش تحت نير الأسد بعد ثورة عام 2011، فآثر التهجير الطوعي على البقاء تحت سطوة النظام، ومنهم من انشق عن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له بعد أن قام بتسوية أوضاعه في الأشهر السابقة، رافضاً بأن يكون مجرما ضمن قائمة الأسد ويقاتل إخوة الأمس، ومنهم من هاجر لأن الظروف المعيشية قاهرة والأعمال معدومة وأن النظام السوري لم يعد أي موظف إلى وظيفته رغم كافة وعوده التي تبين بأنها زائفة.
كما أشار "إبراهيم" إلى أن نسبة جيدة من المهاجرين طواعية نحو الشمال دفعه لذلك ملف المعتقلين، فقد ألقى سلاحه وصالح النظام ومنهم من عمل تسوية رغم أنه غير مسلح، وكل ذلك مقابل أن يرى ابنه أو شقيقه خارج سجون الأسد، وعندما يئس من أكاذيب الأسد، قرر التوجه للمكان والجهة التي يرى فيها الطريق أو المتنفس حول ملف المعتقلين في سجون الأسد.