بلدي نيوز – (كنان سلطان)
غاب لواء ثوار الرقة الذي يقوده (أبو عيسى)، عن معركة الرقة، التي انطلقت أمس الثلاثاء، بدعم من التحالف الدولي، جراء استبعاده من قبل قيادة مليشيات قوات سورية الديمقراطية "قسد"، بعد خلافات عصفت بعلاقة الطرفين قبل أشهر من الآن.
وأكدت مصادر محلية مطلعة، أن "قسد" استبعدت لواء ثوار الرقة، من تشكيلة القوات التي توجهت لاقتحام مدينة الرقة، لما يمثله اللواء من مركز ثقل واستقطاب لأبناء محافظة الرقة، إذ يتشكل بمعظمه من أبناء المحافظة.
وأوضحت المصادر أن مليشيات "قسد"، التي تهيمن على صناعة القرار والقيادة فيها لميليشيا الوحدات الكردية، تجد في استبعاد الأطراف الفاعلة عربيا، والتي قد تشكل عامل ضغط عليها، في معركة تأخذ شكلها الوجودي بالنسبة لها، دفع بها لمنعه من المشاركة، لضمان عدم الانقلاب عليها بعد السيطرة على الرقة.
وكشفت مصادر إعلامية، تسريبات من غرفة قيادة عمليات معركة الرقة، أن الميليشيا الكردية، أقنعت التحالف بوجود خلايا تابعة لثوار الرقة، من الجماعات المتشددة، بحسب زعمها، تعتبر أفراد قوات التحالف هدفا لها في حال دخول الرقة .
ويرى مراقبون أن معركة الرقة، ومن ثم السيطرة عليها وطرد تنظيم "الدولة"، يشكل لبنة أساسية في مشروع الميليشيات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وتسعى لاستغلال هذا الظرف التاريخي لفرض صيغة جديدة وخارطة جديدة في الشمال السوري مستفيدة من حجم الدعم الأمريكي على وجه الخصوص.
وتشكل هذا اللواء مع بداية انطلاق العمل المسلح في المنطقة، انسحب من محافظة الرقة باتجاه عين العرب بعد هيمنة تنظيم "الدولة" على الرقة، وشارك ميليشيا الوحدات الكردية في غرفة عمليات "بركان الفرات"، وساهم في معارك تل أبيض ضد تنظيم "الدولة".
بموازاة الحرب على لواء ثوار الرقة، واستبعاده من معركة الرقة، تقدمت قوات النظام ومليشياته، يوم أمس في الجهة الغربية وباتت تسيطر على عدد من القرى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.
وسيطرت قوات النظام على قرى (خربة محسن وخربة السبع وخربة حسان وتل العنز) جنوب مدينة مسكنة بعد أن بسطت سيطرتها على هذه البلدة .
ويسعى النظام للتقدم داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، بدفع من روسيا، ذلك لحسابات ترتبط بتوازنات دولية تفرضها متغيرات ميدانية، وكان النظام قد سعى مرارا للتوغل في أراضي الرقة، وواجهت محاولاته تصد من قبل تنظيم "الدولة" آنذاك.