بلدي نيوز – (منى علي)
تبنى تنظيم "الدولة" الانفجارات والعمليات الانتحارية التي ضربت اليوم الثلاثاء حمص ودمشق في سوريا، وتفجير مانشستر الذي استهدف حفلاً ضخماً ليل أمس الاثنين في بريطانيا.
تزامن ذلك مع انسحابات بالجملة للتنظيم من مناطق في بادية حمص حيث يسعى النظام وإيران للوصول إلى السيطرة على طريق دمشق – بغداد، ومن ريف حلب الشرقي حيث باتت قوات النظام على بعد خطوة من السيطرة على مدينة مسكنة، آخر معاقل التنظيم في محافظة حلب.
أما سياسياً فتتزامن انسحابات وتفجيرات تنظيم "الدولة" مع الحصار السياسي الذي ضربته القمة الإسلامية الأميركية على إيران "رأس حربة الإرهاب العالمي" كما عبر العاهل السعودي الملك سلمان.
في حمص، قالت مصادر محلية ووسائل إعلام إن سيارة ملغومة انفجرت في حي الزهراء الموالي صباح اليوم الثلاثاء أدت إلى مقتل 4 أشخاص وجرح أكثر من 30 آخرين.
وقالت مصادر ناطقة باسم نظام الأسد إن "السلطات" المختصة دمرت سيارة ملغومة أخرى قرب مرقد شيعي جنوبي دمشق.
وأعلن تنظيم "الدولة" عبر وكالة "أعماق" الإعلامية الإلكترونية التابعة له مسؤوليته عن الهجومين.
وقبل ساعات فقط، نشر تنظيم "الدولة" بيانا على تطبيق "تليجرام" يعلن فيه مسؤوليته عن هجوم مانشستر أرينا يوم أمس الاثنين قائلا إنه تم بتفجير عبوات ناسفة، وفق رويترز.
وجاء في البيان: "تمكن أحد جنود الخلافة من وضع عبوات ناسفة وسط تجمعات للصليبيين في مدينة مانشستر البريطانية".
ولقي 22 شخصا على الأقل بينهم أطفال حتفهم كما أصيب 59 عندما هاجم انتحاري حفلا يحضره الآلاف للمغنية الأمريكية أريانا جراندي بمدينة مانشستر في شمال بريطانيا ليل الاثنين، وألقى الحادث بظلاله على أوروبا والغرب ورفع حالة التأهب في معظم دولها.
وكان تبني التنظيم لتفجير مانشستر متوقعاً من السياسيين والناشطين السوريين، فقد بدوا وكأنهم ينتظرون إعلان التنظيم، فيما بدا انكشافاً كاملاً للتنظيم ومخططاته التي تأتي في أوقات حرجة وتخدم نظام الأسد وإيران دائماً.
فالتفجيرات التي أحدثت ردة فعل قوية من معظم دول العالم، تبدو – وفق محللين سوريين- وكأنها ترسل رسالة مفادها أن "الإسلام السني" الذي يدعي التنظيم تمثيله، هو الوحيد المسؤول عن الإرهاب في العالم، وأن إيران وميليشياتها الطائفية بريئة من الإرهاب، فيما يظهر رداً على تجريم إيران وميليشياتها في القمة الإسلامية الأميركية بتهم زرع الإرهاب ورعايته في المنطقة بأسرها.
يترافق هذا الجهد الضخم من قبل التنظيم، بانسحابات لا تقل أهمية على الأرض السورية، ففي حين يدور صراع كبير بين الجيش الحر وقوات النظام وإيران للسيطرة على الطرق الرئيسة في البادية السورية، وخصوصاً طريق دمشق – بغداد، انسحب التنظيم اليوم من عدة قرى ونقاط هامة حول مدينة "القريتين" لصالح قوات النظام، كما انسحب من قرى قرب مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي، ليسلمها لقوات النظام وحلفائها الذين باتوا على مشارف محافظة الرقة.