بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
قدم "سهيل الحسن" قائد ميليشيات قوات "النمر" التابعة لقوات النظام، نظرية جديدة وجهها للعالم وللموالين للأسد، حول الإرهاب ومحاربة الإرهاب، متفاخراً بجيشه "الباسل" في طلاسم وعبارات تحتاج لمعاجم عدة لتفكيك حروفها وفهم معانيها، بعد نظريات سابقة قدمها في اللاشعور والعالم الآخر.
وتحدث "الحسن" في تقرير مفصل لأحد إعلاميي الأسد والمدعو "شادي حلوة" عن إنجازاته في معارك ريف حماة، موضحاً أن حربهم هي ضد كل العالم وضد الإرهاب، خلط فيه ما أسماه إرهاب الفصائل الإسلامية والجيش الحر وتنظيم "الدولة" وصولاً لإرهاب أمريكا وتل أبيب، في حديث يعبر عن مستوى الانحطاط الفكري والثقافي لضباط النظام وقياداته.
ومما قاله "الحسن" في حديثه: "كلامنا في هذا الظرف هو خلاصة الأقوال وكناية الأفعال، تدور رحاه في جغرافيا تشير دليل أبجديتها إلى حماة حقيقة وإلى العالم جريمة، بعد بلوغ سيل الحاقدين صداً، وقرب دنو الأجل وما بين ربيع حلب الذي أتى براهنة قوات العالم، مبشراً بولادة نصر حقيقي واستعادة الحق دفة المسير في سوريا، تزاحم الغرب واقترب الشرق بفشل دولي وهستريا أمريكية لهول ما أصبحت عليه الحال في وطننا سوريا".
ولمجرد سماع المقابلة التي يتحدث فيها "الحسن" يكتنف المتابع والمستمع حيز كبير من الغموض والحيرة في فهم الطلاسم التي يتفوه بها، محاولاً فهم مراده ومقصده دون جدوى، وكأنه كلام عابر يجول في ذاكرته تارة هنا وتارة هناك، يردده متتابعاً فيظهر فيه نوعاً من الفلسفة الغامضة، لا تعبر عن أي مضمون أو محتوى ولا تحمل في طياتها إلا غموضاَ ومزيداً من الغموض.
فيتابع:" ما يجري الآن بريف حماة هو إرهاب يلملم ضعفه مستغيثاً بولديه، وتضرب الشعيرات بوسط سوريا لتأمين دعم أولادهم النصرة ... أراد الغرب علانية وعلى توالي هزائمهم وخصوصا في الشمال السوري، فتكالبت أدواتهم وأرادوا العمق السوري ميداناً جديداً لفرض وجودهم، ففعلوا كل ما أمكن حتى وصل بهم الخزي بمباشرة ضرباتهم لمواقع قواتنا الباسلة، ظناً منهم لتغيير الحال وأملاً بأن يحقق إرهابهم على الأرض .... شيء، ولكن كانت الفضيحة الكبرى التي نعلم سريرتها بطبيعة الحال".
ويفصل "النمر" في الإرهاب فيقول: "كانت جهراً خير بيان لغز الصراع بين إسلام التطرف والإرهاب وبين إرهاب تل أبيب وشرعية أمريكا...... إنه في كل مكان ستكون نهاية الإرهاب الأخيرة، نصرنا قاب قوسين ..... لاحت بيارقه جلية بعد هذا الحراك الغربي والإقليمي الذي لن ولن يثمر عناء دعمه للإرهاب.....".
ولعل "سهيل الحسن" الملقب بـ"النمر" والذي يتولى قيادة العمليات العسكرية في ريف حماة الشمالي، وخسر فيها العشرات من جنوده على يد الثوار، يدرك جيداً أهمية المعركة الإعلامية، ولربما كان بمقدوره توجيه رسائل كبيرة من خلال لقاءاته التي يخرج فيها بين الحين والآخر وعقب كل تقدم لقوات النظام، إلا أنه كل ما خرج بحديث يزيد الغموض والطلاسم ويزيد التعقيد في شخصيته التي لا يمكن فهمها إلا من خلال العقلية الأمنية لضباط النظام والذين يتساوون فيها من العظمة والتفاخر ببواسلهم والولاء التام للأسد وزمرته.
وكان "النمر" قد قدم نظريات عديدة في اللاشعور والعالم، حاكها في ذات الأسلوب الفلسفي المبهم، ولم يقدم فيها أي شيء جديد أو واضح، فأثار جدلاً كبيراً حول شخصيته، ودرجة الانحطاط التي تمثل صورة كل ضباط آل الأسد وكل من يدين لهم بالولاء المطلق، فبعض ماجاء في نظرياته السابقة: "على العالم كله أولا أن يعرف عدو العالم وعلى من يدعم أعداء العالم أن يعرف أنه ليس من العالم"!!