بلدي نيوز- (حسام المحمد)
شهد ريف دمشق العديد من مشاريع التهجير القسري والتغيير الديموغرافي على يد النظام وحلفائه الروس والإيرانيين والميليشيات الطائفية، تغيرات رأى فيها المراقبون للشأن السوري مخاطر بالجملة، خاصة تلك التي تعزز الموقف الشيعي في عاصمة الأمويين، وتفسح المجال لموطئ قدم للمتطرفين الشيعة الوافدين من دول عديدة إلى دمشق.
ولكن اتفاق "المدن الأربعة"، بحسب مصادر مطلعة، يشكل منعطفاً خطيراً على المستقبل السوري، لأن هذا الاتفاق هو الأول من نوعه الذي يطال مدن وبلدات حدودية، وأن الجار في البلد المقابل "لبنان" هو ميليشيا حزب الله اللبنانية، والتي تعتبر ذراع إيران الرئيسي في المنطقة، وهنا مكمن الخطر الاستراتيجي القريب والبعيد المدى.
الناشط الإعلامي في ريف دمشق (عبد الرحمن جمال الدين) قال لبلدي نيوز: "تفريغ مضايا والزبداني، يعني سقوطها تحت راية حزب الله اللبناني الذي استمات لسنوات في مساعيه لإسقاطهما عسكرياً، وأن سقوطهما تحت نفوذ الحزب يعني أن حزب الله بات مسيطر بالكامل على المساحة الجغرافية المحاذية للشريط الحدودي السوري اللبناني".
وأضاف (جمال الدين): "سيطرة حزب الله على تلك الحدود البرية، يعني بكل تأكيد سيطرة إيرانية، وبالتالي باتت إيران اليوم توسع خارطة سيطرتها لتشمل العراق، وسوريا، ولبنان، حيث أن حكومة قم تحتل العراق عبر حرسها الثوري وحشدها المؤسس على أسس طائفية".
وأكد (جمال الدين) أنه في سوريا فإن طهران تتغلغل بدمشق على وجه الخصوص وكل مناطق الأسد عموماً، وكسر ميليشيا حزب الله للحدود الجغرافية مع سوريا عبر احتلاله للزبداني ومضايا ووادي بردى يعني اتصال المد الشيعي من سوريا إلى لبنان، في صورة توضح للمراقب والمتابع للشأن السوري، الهلال الشيعي الفارسي المتبع تجاه العمق العربي في المنطقة.
أما الناشط الإعلامي (إبراهيم الصغير) فقال بدوره، الجميع يعلم مدى شدة الحصار الذي عانته مدن الزبداني ومضايا والبلدات المجاورة لهما على يد حزب الله اللبناني والنظام، حتى قضى العشرات من المدنيين وبينهم أعداد كبيرة من الأطفال جراء فقدان المواد الغذائية بالمطلق، واتباع ميليشيا حزب الله حرب القنص ضد أي حركة داخل تلك المناطق.
وأضاف: "لا نخفي المخاطر الجغرافية التي ستلحق بالمنطقة عقب عملية التهجير، ولكن الوضع الإنساني والمعيشي في الزبداني ومضايا وصل لدرجات مأساوية، والفقر مع الجوع ألم بجميع أبناء تلك المناطق، والكل تخاذل عن نصرتهم، بما فيها المجتمع الدولي، ولو أن تلك المناطق لم يتساوى لديها الموت سواء عسكرياً أو سياسياً لم قبلوا بالخيار المريروالتهجير".
فيما رأت نسبة كبيرة من الفعاليات المدنية في تلك المناطق ونسبة من السوريين، بأن الاتفاق هو نتاج طبيعي لفشل الائتلاف السوري في تقديم أي جهود لتبديل حال تلك المناطق، وكذلك عدم دعمها بما يلزم عسكرياً وإغاثياً، لتكون قادرة على تحمل الحصار.