بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
تباينت الآراء حوال الضربة العسكرية الأمريكية على إحدى القواعد العسكرية لنظام الأسد في محافظة حمص صباح الجمعة، فما أهدافها وما أبعاد هذه الضربة وهل هي بداية لضربات جديدة أم أنها محدودة حققت أهدافاً سياسية؟
وقال المحلل العسكري العقيد المنشق عن نظام الأسد علي ناصيف لبلدي نيوز: "فجر اليوم الجمعة وجهت البوارج الأمريكية الموجودة في البحر المتوسط ضربة صاروخية إلى قاعدة الشعيرات الجوية (مطار الشعيرات) وهذا المطار يعتبر من أكبر وأهم المطارات لدى النظام السوري ويمثل 20 بالمئة من الجهد الجوي للنظام السوري".
وأضاف، "تُقرأ هذه الضربة من زاويتين كونها ضربة محدودة ومحددة الهدف، الزاوية الاولى: قد تكون نُفذت هذه الضربة بالتنسيق بين واشنطن وموسكو من أجل إخراج موسكو من مأزق الكيماوي ومواجهة مجلس الأمن الدولي ولإعادة اعتبار أمريكا ونفوذها في المنطقة بعد أن تراجع دورها كثيراً في عهد الادارة السابقة، بدليل أن نتيجة القصف كانت خسائر النظام البشرية فيه قليلة جداً من حيث العدد ولا يتناسب مع حجم الصواريخ التي قصفت المطار وهذا يطرح تساؤل واستفهام بان قاعدة عسكرية والقصف ليلاً فالخسائر البشرية يجب أن تكون أكثر من ذلك بكثير؟"
وأردف ناصيف بالقول: "الزاوية الثانية: بأن الضربة تمت بدون تنسيق والاستخبارات الروسية كشفت الضربة قبل وقت قصير وأبلغت النظام فأخلى الضباط والطيارين والعناصر لأنه من غير الممكن أن يستطيع النظام إخلاء المطار، بكلا الحالتين الضربة حققت هدفها العسكري وهو إخراج المطار بالكامل من الخدمة وأخرجت 20بالمئة من الجهد الجوي للنظام".
وعن خسائر النظام في القاعدة العسكرية أجاب ناصيف: "تم تدمير المدرجات وخزانات الوقود وبرج المراقبة ومراكز الرادار ومستودعات الذخيرة وتدمير كافة الطائرات الموجودة فيه وهي من نوع ميغ 23 وسو 22 وحظائر الطيران بالكامل وهذه الضربة ستحدث ضعفاً عند النظام بقدراته الجوية، إضافة إلى ضرب موقع في الفركلس، من المحتمل أن يكون مستودعاً للمواد الكيماوية".
رسائل الضربة
رأى العقيد علي ناصيف أن هذه الضربة محدودة ولا يتوقع أن تستمر وكان لها هدف عسكري وهو توجيه رسالة للنظام وتهديده بعدم التجاوز والعربدة على القوانين الدولية، كما أنها تحمل رسالة لروسيا وكسر العنجهية الروسية ووضع بوتين بالحجم الطبيعي، وهي أيضا تحمل رسالة إلى ايران وتمددها في سوريا وخاصة أن إيران تحتل مقر ضمن المطار ويخدم مغارات القصير التي يتواجد فيها مصانع ومخازن أسلحة وذخائر إيرانية يحرسها حزب الله".
ويرى أنها تحمل رسالة سياسية للخارج والداخل الأمريكي بأن العهد الجديد في أمريكا سيعيدها إلى مكانها المتصدر في العالم".
وعن ردّ فعل الروس والنظام حيال الضربة قال: "ردة فعل الروس ستكون إعلامية فقط وإلا كانوا اعترضوا هذه الصواريخ وخاصة أن الروس قاموا سابقاً بنشر صواريخ إس 300 وإس 400 في الساحل، وصواريخ تماهوك ستمر فوق القاعدة الروسية، أما بالنسبة للنظام فهو أضعف من أن يرد رغم أنه يمتلك منظومة متطورة من الدفاع الجوي وهي منظومة بانسير وبوك ولم يستخدمها".