بلدي نيوز - (إبراهيم رمضان)
راجت داخل المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد جنوبي سوريا قبل أيام أحاديث تؤكد بأن صالات الأسد الحكومية تبيع المدنيين كميات هائلة من "المرتديلا" غير الصالحة للاستخدام البشري، الأمر الذي أكدته مصادر إعلامية شبه رسمية عقب ضجة إعلامية كبيرة أحدثها الإعلام الموالي للأسد في محافظة السويداء.
وقالت المصادر الموالية ومنها تلفزيون "الخبر"، بأن "صالات مؤسسة التدخل الإيجابي" التابعة لحكومة الأسد في محافظة السويداء، تبيع المواطنين أطناناً من أغذية "المرتديلا" غير الصالحة للاستخدام البشري، منوهة إلى نقل بعض المتضررين صحياً إلى المشافي منذ أواخر العام المنصرم عقب تناولهم كميات من المرتديلا الفاسدة، إلا إن الحوادث مرت دون ضجيج إلى أن تبينت الحادثة خلال الفترة الراهنة.
عقب ذلك توجهت "مديرية التجارة وحماية المستهلك" في محافظة السويداء جنوبي سوريا إلى صالات التدخل الإيجابي، وضبطت بداخلها أطناناً من اللحوم الفاسدة التي أدخلها مدير "المؤسسة الاستهلاكية" التابعة لحكومة الأسد إلى صالات المبيع ضمن صفقة غير شرعية مع تجار الحروب، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية في محافظة السويداء.
أما صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، فقد أكدت بدورها بأن صفقة "المرتديلا الفاسدة" خضعت قبل أشهر إلى عمليات تحليل مخبري من قبل حكومة الأسد وتبين آنذاك بأنها غير صالحة للاستخدام البشري وبأنها فاسدة من حيث تاريخ الصلاحية، فيما لم تورد أي صحيفة أو مصادر رسمية اسم المنتج أو الشركة المصنعة له، إلا أن الموالين للأسد في السويداء أكدوا بأن المرتديلا الفاسدة تحمل اسم "مرتديلا البيادر".
ولكن رغم ذلك فقد تم تمرير الصفقة الغذائية الفاسدة عبر متعاونين بين تجار اللحوم الفاسدة ومسؤولين في حكومة الأسد، وبيعها للمدنيين على أنها منتج سليم وقابل للاستخدام البشري، واعتبرت صحيفة "الوطن" بأن صالات التدخل الإيجابي باتت مرتعاً لتمرير الصفقات الغذائية الفاسدة رغم التحاليل المخبرية المعاكسة لها.
وذكرت الصحيفة الموالية، بأن الصفقة تم قبولها تحت مسوغ أنها مطابقة جرثومياً للمواصفة وجرى فعلاً توزيعها على الصالات بحجة ذلك على أن يتم تصريف المادة خلال أربعة أشهر من تاريخ التحاليل لانتهاء صلاحيتها، والذي يتزامن مع نهاية الشهر الأخير من العام الماضي، إلا أنها وحتى هذا التاريخ ما تزال في رفوف صالات الاستهلاكية في السويداء رغم انتهاء صلاحيتها.
إلا إن "قصي علي" وهو أحد الموالين للأسد في السويداء، عقّب بالقول: "المرتديلا الفاسدة التي تم تمريرها منذ أشهر حملت الكثير من عمليات التواطؤ بين شخصيات نافذة في الحكومة وعلى رأسهم مدير المؤسسة الاستهلاكية في المحافظة الجديد الذي تم تعيينه".
ونوه "علي" بأن حكومة الأسد أقدمت قبل فترة على إقالة "بسام ملظومة" مدير المؤسسة الاستهلاكية في المحافظة لأنه رفض تمرير الصفقات المغشوشة، وأن حكومة الأسد استبدلته بمدير جديد فاسد يلبي رغبات تجار الحروب، على حد وصفه.