بلدي نيوز - (محمد أنس)
قال مجلس منبج العسكري إن مدينة منبج السورية أصبحت تحت حماية قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد زيادة "التهديدات التركية" للمدينة، وقال المتحدث باسم المجلس شرفان درويش لرويترز "عززوا دورياتهم وجلبوا مصفحات ومدرعات".
وأضاف، "لم نطلب حتى الآن أي مؤازرة لا من قوات سوريا الديمقراطية ولا من وحدات حماية الشعب أو أي مرجع آخر"، واستطرد أن شحنة "رمزية" من المساعدات الإنسانية الروسية كانت قد سلمت إلى سلطات منبج في الثالث من مارس/آذار جنوبي المدينة من خلال ممر افتتح حديثا من الغرب الذي تسيطر عليه الحكومة السورية.
بدوره، قال المحلل العسكري والسياسي "محمد بلال" لبلدي نيوز "من الواضح أن المشروع الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية عبر وسيطها الروسي لا يستهدف سوريا فحسب، بل أن الجهود المبذولة من تلك الدول ترمي إلى إيقاع تركيا في شراك حرب تستنزفها كقوة إسلامية عظمى".
وأضاف، "تركيا اليوم هي سوريا الأمس، فكما كانت واشنطن وموسكو تتعاونان ضد الثورة السورية وتقوية نظام الأسد، نرى في الوقت الحاضر بأن ذات السيناريو يتم إعادته بتفاصيل أكثر عمقاً، فذات القوى تتآمر ضد تركيا مقابل دعم ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، وأن الهدف الواضح من ذلك هو إقامة كانتون كردي متطرف على الحدود بين سوريا وتركيا".
ويرى المحلل العسكري، أن كانتون كردي يصل أكراد سوريا بأكراد العراق، برعاية روسيا وأمريكا هدفه منع تواصل تركيا مع العالم العربي، وقد يكون ذلك خطوة سابقة لخطوة لاحقة لدعم الميليشيات الانفصالية الإرهابية داخل تركيا، وكل ذلك منع تركيا من الحصول على الحرية الاقتصادية في عام 2023 والذي من شأنه إبراز تركيا كقوة عسكرية دولية إسلامية عظمى.
وعلى الصعيد السوري، أورد "بلال"، تقسيم سوريا بدأ يطبق على الأرض السورية من قبل القوى الكبرى وخاصة الروس والأمريكان، وإن إنشاء كانتون كردي على الحدود مع تركيا، خطوة في سبيل حشر الأكثرية السورية في منطقة جغرافية ضيقة، وخيرات سوريا تحت وصاية الأسد.
واجتمع رؤساء أركان جيوش تركيا والولايات المتحدة وروسيا، اليوم الثلاثاء، سعيا للتنسيق فيما بينهم لتجنب أي تصادم بين قوات الدول الثلاث في سوريا، وخاصة في ريف حلب، فضلا عن بحث عملية عسكرية مرتقبة ضد تنظيم "الدولة" في مدينة الرقة.
وقالت وسائل إعلام تركية، أن رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ونظيريه الأميركي فرانسيس دانفورد، والروسي فاليري غيراسيموف، التقوا في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، وبحثوا عددا من القضايا الأمنية المتعلقة بالمنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا والعراق.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن اللقاء الثلاثي في أنطاليا تناول الوضع في سوريا والعراق.
ويشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حملة عسكرية في البلدين ضد تنظيم الدولة، في حين تنخرط كل من روسيا وتركيا في عمليات ضد التنظيم داخل سوريا.
وحثت تركيا روسيا خلال هذا اللقاء على عدم تكرار "أخطاء" وقعت قبل أشهر، وتمثلت في قصف جوي قتل فيه جنود أتراك قرب مدينة الباب، التي استعادتها مؤخرا فصائل الجيش السوري المدعومة من تركيا من تنظيم الدولة، كما أكدت تركيا مجددا على ضرورة عدم مشاركة ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في عملية متوقعة لاستعادة الرقة.
في السياق، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، وقال في لقاء تلفزيوني إن "أي حملة عسكرية على منبج في الظروف الحالية، ودون تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، لن تسفر عن نتيجة، بل تزيد من تعقيد الوضع هناك".
وأشار إلى أن مسؤولي بلاده "يجرون مع الأطراف المعنية لقاءات مكثفة للتشاور حول المسائل التقنية والعسكرية هناك".
بالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الجيش الأميركي نشر عددا صغيرا من جنوده في منبج بهدف "الردع ومنح الثقة"، مؤكدة أن تلك القوات ليس لها صلاحية الدخول في مواجهة مع قوات أخرى.
وقال الناطق باسم "البنتاغون" جيف ديفيس في تصريح للصحفيين أمس الاثنين "لقد تم نشر جنود أميركيين داخل مدينة منبج ومحيطها من أجل الردع ومنح الأمن كونهم جزءاً من التحالف الدولي، هذه المهمة هدفها ردع مهاجمة أطراف لطرف آخر غير تنظيم "الدولة".
وأضاف ديفيس أن "القوات المدعومة من تركيا، اقتربت من غرب منبج"، مبينا أنهم رأوا أرتال النظام، ووحدات روسية جاءت إلى المنطقة.