بلدي نيوز – (متابعات)
انتهت أمس الجمعة أول محادثات سلام سورية برعاية الأمم المتحدة منذ نحو عام دون تحقيق انفراجة، لكن مبعوث الأمم المتحدة قال إن لدى الطرفين الآن جدول أعمال واضح للمضي في سبيل التوصل إلى حل سياسي، للحرب المستمرة منذ ست سنوات.
وقالت المعارضة، إن مناقشات جادة جرت لأول مرة بشأن مسألة الانتقال السياسي، بينما قال مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إن قضية مكافحة الإرهاب أضيفت إلى جدول الأعمال، بعدما طالب وفد الحكومة بذلك، حسب موقع "رويترز".
وقال دي ميستورا للصحفيين في نهاية ثمانية أيام من المحادثات "ما شاهدته... يمنحني بعض الشعور بأننا نمضي في الاتجاه الصحيح"، مضيفا أنه يهدف لعقد جولة أخرى من المفاوضات غير المباشرة في وقت لاحق هذا الشهر.
وأضاف أن مكافحة الإرهاب أضيفت "كسلة رابعة" للمحادثات إلى جانب جهود إقامة "حكومة جديرة بالثقة وشاملة للجميع"، وصوغ دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وتابع "أعتقد... وأتوقع أنه ينبغي للطرفين الآن السعي من أجل اتفاق إطار عمل يتضمن حزمة سياسية متفقا عليها، حتى يتسنى تنفيذ عملية سياسية انتقالية يتم التفاوض عليها وفق ما أشار إليه القرار 2254 لمجلس الأمن".
وكانت قضية مكافحة الإرهاب مطلبا لنظام الأسد وقد وصف رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، أعضاء بوفد المعارضة في المفاوضات يوم الخميس، بأنهم إرهابيون تدعمهم "إسرائيل" والسعودية وتركيا.
وتعترف الأمم المتحدة فقط بجماعتين إرهابيتين هما "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة"، التي فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة. ولا تشارك أي من الجماعتين في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
من جانبه، قال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة "على الرغم من أننا نعود دون نتائج واضحة في أيدينا، لكن أقول إن هذه المرة كانت إيجابية أكثر.
وأضاف "الحريري " بالقول "هذه المرة الأولى التي ندخل فيها بعمق مقبول لنقاش مستقبل سوريا .. لنقاش مستقبل الانتقال السياسي في سوريا".
وتقول المعارضة إن "الانتقال السياسي" يعني نهاية نحو 50 عاما من حكم عائلة الأسد، وهو ما يستبعد أن يوافق النظام عليه.
والتقت روسيا، التي تعتبر الطرف الممسك بميزان القوى، مع الجانبين خلف الكواليس أثناء المحادثات، وقال دبلوماسيون ومصادر في المعارضة، إن دبلوماسيين روس التقوا بممثلين عن جماعات مسلحة سورية في وقت متأخر من مساء الخميس، وهو ثاني تواصل من نوعه في غضون عدة أيام.
ورغم تلك الاتصالات اتهمت روسيا الهيئة العليا للمفاوضات، بمحاولة تخريب المحادثات من خلال رفضها تشكيل وفد موحد مع وفدين آخرين للمعارضة، ليس لهما ظهير من جماعات مسلحة، لكن لديهما مباركة من موسكو كأصوات معبرة عن المعارضة.
وقال دبلوماسي غربي، إن مسعى روسيا لتوحيد المعارضة له غرض خفي، مضيفا "تحاول روسيا فعل ذلك لتقويض المحادثات، هم يصرون على ضرورة توحد المعارضة، هذا تكتيك لإضعاف العملية، أتمنى أن يتمكن ستافان (دي ميستورا) من مقاومة ذلك".
ونطاق المفاوضات أضيق كثيرا عما كان عليه قبل عام عندما كان على دي ميستورا سماع مطالبات بوقف إطلاق النار، والإفراج عن السجناء. وهناك وقف هش لإطلاق النار معلن في سوريا منذ كانون الأول/ديسمبر وتتناول محادثات منفصلة في كازاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران الأمور العسكرية.
وقال دي ميستورا، إن وفد الحكومة قدم اقتراحا بشأن تبادل السجناء والمخطوفين من المتوقع التعامل معه في آستانا.
ومن المقرر أن تنعقد جولة جديدة من محادثات آستانا يوم 14 آذار/مارس الجاري، وقال مسؤولون روس إن محادثات جنيف قد تستأنف يوم 20 أذار.