تسريبات تكشف خبايا الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس

بلدي نيوز – (هبة محمد)

عقدت المعارضة الإيرانية، أمس الثلاثاء، مؤتمرا صحفيا في واشنطن كشفت خلاله عن مراكز القيادة والتدريب لقوات الحرس الإيراني، وفيلق القدس، إضافة الى معلومات مسربة تتعلق بـ 14 مركزا منها هيئة قيادة تدريب العملاء الأجانب التابعين للفيلق وخاصة السوريين.

وبحسب المعلومات الموثقة والمسربة من داخل قوات الحرس وفيلق القدس، والتي تسملت بلدي نيوز نسخة منها، فإن "هذه النشاطات تتم تحت رعاية شخصية من قبل خامنئي، في مديرية واسعة في قوات الحرس، ولهذه المديرية عشرات المراكز من النقاط المختلفة داخل إيران".

فيما يلي أبرز المعلومات التي تم الكشف عنها، وأهمها مراكز التدريب لفيلق القدس في إيران:

حسب تقارير موثقة من داخل حكومة طهران فإن قوات الحرس الثوري، أسست مديرية مختصة ضمن فيلق القدس "الذراع العامل خارج الحدود الإيرانية" لتطبيق استراتيجية طهران في التوسع خارج ايران لاسيما في دول المنطقة، منها سوريا والعراق واليمن والبحرين وافغانستان ولتدريب مرتزقته الأجانب.

وتحظى هذه المديرية برعاية خامنئي شخصيا، والتي شجعها أثناء تفقده المباشر لفيلق القدس حسب اعتراف عميد الحرس "خسرو عروج" القائد الأسبق للمديرية والمستشار الأعلى لقائد الحرس.

وحسب هذه التقارير التي تم الحصول عليها من داخل قوات الحرس لاسيما فيلق القدس، فإن لهذه المديرية عشرات المراكز والمعسكرات الموزعة حسب جنسيات الأفراد المشاركين في التدريب ونوع التدريب، وفي هذه المراكز يتم تدريب الميلشيات على الأعمال الإرهابية، وكذلك الفنون العسكرية لتنفيذ وتمرير أهداف حكومة طهران في مختلف دول المنطقة.

ويتلقى النظام الإيراني شهريا مئات العناصر من جنسيات عراقية وسورية ويمنية وأفغانية ولبنانية، حيث يتم تدريبهم عسكريا في هذه القواعد، ثم يتم تخريجهم وإرسالهم للمشاركة في الحرب ضمن هذه الدول.

وأضاف التقرير الصادر عن المعارضة الإيرانية أن هناك عناصر يتلقون تدريبات على أعمال "ارهابية خاصة" في سائر الدول، ضمن "برامج التدريب للعملاء الاجانب في معسكرات فيلق القدس"، وهم من العناصر القادمة من دول الخليج والبحرين والكويت وغيرها، حيث يتم تدريب الميليشيات على أعمال إرهابية ضمن بلدانهم.

معلومات عامة

تشكل مديرية التدريب في فيلق القدس إحدى أهم أقسام الفيلق، وشيفرة المديرية في المخاطبات والمراسلات الداخلية للحرس هي 12000.

ويقع مقر المديرية في ثكنة "الإمام علي" على اوتستراد طهران–كرج–بولفار (اردستاني) نهاية شارع (سروان).

التنظيم والقيادة

قائد المديرية ومجموعة التدريب لفيلق القدس هو "العميد الحرس خسروعروج" أحد القادة القدامى لفيلق القدس، ومرتبط بقاسم سليماني بشكل مباشر، فيما يتسلم "مسيح محمدي" قيادة التفتيش، ويقود دائرة حماية المعلومات العقيد "بختياري".

كان قائد هذه المجموعة حتى عام 2015 العميد "رحيمي" سبقه العميد "خسرو عروج" الذي يعمل حاليا مستشارا للقائد العام لقوات الحرس.

"عروج" بحسب المعارضة الإيرانية كان قائدا لقوات الحرس في لبنان، وله ارتباط وثيقة مع حزب الله اللبناني، وعرف بصداقته مع عماد مغنية، وصرح سابقا "كنت مسؤولا عن التدريب في فيلق القدس ثم أصبحت مسؤولا عن تدريب القوات الخاصة لفيلق القدس وكنت أعمل ليل نهار معهم وكنا نتنقل باستمرار الى لبنان.. عندما سماحة السيد (خامنئي) تفقد فيلق القدس فإن وحدة التدريب كانت الوحدة الوحيدة التي حظيت بتشجيع السيد".

ثكنة الإمام علي لتدريب السوريين

هذه الثكنة إضافة إلى كونها مقرا في المديرية، فإنها تشكل أحد مراكز التدريب الرئيسية، ويتم التدريب على مرحلتين، الأولى تدريبات تمهيدية وأساسية، تمتد على 45 يوما، لأن هذه التدريبات تستهدف العملاء لنظام طهران من السوريين، بهدف توظيفهم في المهمات العسكرية على غرار أعمال ونشاطات تقوم بها قوات التعبئة (الباسيج الايراني) لقوات الحرس.

تدريبات عسكرية كاملة مع دورات تخصصية

تستهدف الدورات العناصر السوريين ممن سيتم توظيفهم لدى فيلق القدس بشكل دائم، ويتم فتح دورات عسكرية كاملة إضافة إلى دورات تخصصية وكذلك دورات أعمال إرهابية تستغرق بين 9 و12 شهرا.

تدريبات على الأعمال الإرهابية

إضافة إلى العناصر الذين يتلقون أعمال عسكرية، فإن لفيلق القدس وحدات إرهابية، يتلقى عناصرها التدريبات في وحدات منفصلة وسرية، ثم يتم توزيعهم حسب الدول في شمال الخليج أو أسيا أو افريقيا أو أمريكا اللاتينية. العناصر الذين يتلقون التدريبات الإرهابية يتم عزلهم بشكل انفرادي وفي مواقع منعزلة، في وحدة سكنية خاصة داخل ثكنة (الإمام علي) تتسع لأعداد تتراوح بين 10 و 100 عنصر.

وخلال السنوات القليلة الماضية، أدخل فيلق القدس عددا من مرتزقته من أمريكا اللاتينية منها من فنزويلا وأورغواي وبارغواي وبوليفيا لتلقي هذه الدورات التدريبية في ثكنة (الإمام علي)، بقيادة العقيد "طهماسبي".

 وحول التعامل مع هؤلاء الأفراد، بحسب المصدر، فقد "كانت تطبق السرية التامة في أقصى حدها، حيث يعزل الأفراد عن الآخرين، ويتم حضورهم بسرية تامة". 

التدريب في ثكنة الإمام علي

جميع العناصر الذين من المقرر أن يتلقوا التدريب يجب أن يخضعوا لدورة لمدة أسبوع في اللياقة البدنية، ويتولى مسؤولية اللياقة البدنية القائد "مولايي" وعقب ذلك تبدأ التدريبات التخصصية في سائر المقرات وهم يتلقون سائر محاور التدريبات في أقسام مختلفة، وبعد إكمال الدورة يعود جميع العناصر إلى ثكنة (الإمام علي) ويخضعون للاختبار النهائي للحصول على التأييد من الدورة.

أقسام مختلفة لمديرية التدريب في ثكنة الإمام علي

وحدة التدريب التخصصية أو الصناعات الثقيلة: قائد هذه الوحدة المشفرة بـ (320) هو العقيد "علي محمد"، ويتكون القسم من 3 مجموعات: طائرات بلا طيار وصواريخ وأسلحة ثقيلة وتصليح الأسلحة الثقيلة.

وحدة إطلاق الصواريخ: في هذه الوحدة يتم التدريب على شكل نظري وتطبيق عملي، التدريب النظري يتم عن طريق السيميلاتور في هذا المركز.

بعد التخرج من الدورة النظرية، يتم إكمال الدورة التطبيقية لإطلاق الصاروخ والتدريبات العملية ويتم إرسالهم إلى مركز سمنان، لتلقي التدريبات البحرية، والتدريب على المظلات، والتدريب حماية الأهداف (الشخصيات المسماة بالتشريفات) قائد هذه الوحدة التدريبية هو العميد "رمكي" وهو من أهالي مدينة آمل شمالي ايران.

تركيبة العناصر الداخلية في التدريب

خلال الدورات في السنوات القليلة الماضية، فإن معظم العناصر الذين يتلقون التدريبات في ثكنة (الإمام علي) هم من سوريا، على شكل مجموعات تصل أعدادها الى 230 شخصا. إضافة إلى السوريين هناك عناصر من العراق وهم مرتزقة لفيلق القدس (ميلشيات شيعية) يدخلون هذه الثكنة. إضافة إلى عملاء للنظام الايراني من سائر الدول مثل اليمن ولبنان والبحرين.

وأكد التقرير أنه "عقب توسع تدخلات النظام الايراني في سوريا، قد زاد حجم الدورات التدريبية في ثكنة (الإمام علي) منذ عام 2013. عدد من ملالي جامعة المصطفى في قم، تلقوا التدريب في هذه الثكنة وتم إرسالهم إلى سوريا أيضا. كما تلقى أعداد كبيرة من البحرين تدريبات في هذه الثكنة".

إضافة إلى ثكنة (امام علي) رصدت المعارضة الايرانية مراكز تدريب تابعة لفيلق القدس كالتالي:

1- مركز واقع في تجريش يسمى بكلية الإمام علي – تدريبات نظرية.

2- مركز بادينده بورامين – تدريبات في المدن:

يقود المركز القائد "ابراهيمي" ويقع المركز بجانب مجموعة من مراكز سرية لقوات الحرس، بشفرة (950). وهو مخصص للتدريبات على الأعمال الارهابية وداخل المدن.

في هذا المركز يتم تدريب العناصر على الأعمال الفدائية داخل المدن، وكيفية استخدام الدراجات النارية لأعمال ارهابية وتعليم خاص للسياقة وحركات المناورة بالسيارة، كما يتلقون التدريب على كيفية تحرير المحتجزين وذلك في داخل بنايات خصصت لهذا الغرض والتمرين.

3- مركز آمل (مخيم مالك اشتر): التدريب على العيش في الظروف الصعبة في الغابة.

4- موقع كلية التدريب "الإمام علي".

5- مركز سمنان: التدريب العملي لإطلاق الصاروخ:

في هذا المركز يتم التدريب على إطلاق الصواريخ منها صواريخ كاتيوشا وصاروخ فلق وسائر الصواريخ لعملاء فيلق القدس من غير الإيرانيين.

6- مركز مشهد (شمال شرق ايران) – تمركز التدريب للعناصر الأفغانية:

في هذا المركز التدريبي المشفر بـ (4000) يتلقى العناصر الأفغانية التدريبات، ويدخلون في دورات عادة ضمن مجموعات مكونة من 300 فرد، هذا المركز مرتبط بقسم فيلق الانصار التابع لفيلق القدس الخاص لشؤون افغانستان وشرق ايران.

7- ثكنة بازوكي: الخاصة لتدريب العناصر الأفغانية بهدف ارسالهم إلى سوريا:

يعود هذا المعسكر إلى فيلق القدس، ويقع في منطقة ورامين جنوب شرقي طهران، ويتم تدريب 200 من الرعايا الأفغان لكل دورة تدريبية في هذا المعسكر بهدف إرسالهم إلى سوريا، وتشمل تدريبات المشاة بما فيها: التدريب على كلاشينكوف والرشاشة والهاونات واسلحة قناصة والقناص والتكتيك و... وجميع المدربين من قوات الحرس وفيلق القدس.

ويتم تنظيم المقاتلين في وحدات لواء "فاطميون" بعد انتهاء جميع التدريبات العسكرية، ويتم إرسالهم إلى سوريا اسبوعيا بمجموعات بين 200 إلى 300 مقاتل. وتقع هذه الثكنة جانب معسكر جليل آباد التابع لقوات الحرس ويعتبر جزءا معزولا من نفس المعسكر، ويشغل أحد قادة فيلق القدس المدعو سيد مصطفى حسيني بمنصب قائد المعسكر.

8 - ثكنة لوشان الخاصة للتدريبات الخاصة:

تقع هذه الثكنة بالقرب من مدينة منجيل، ولدى قوات الحرس معسكر تدريبي كبير في هذه المنطقة يحمل اسم "إمام خميني" ويسيطر فيلق القدس على جزء منه.

9- ثكنة جمران الخاصة لتدريب العناصر الأفغانية للإرسال إلى سوريا:

تقع هذه الثكنة على بعد 5 كيلومترات من معسكر جليل آباد في قضاء بيشوا في جنوب شرقي طهران، ويشارك على الاقل 100 شخصا في كل دورة تدريبية لمعسكر جمران يشمل أساسا من الرعايا الأفغان المقيمين في إيران، حيث يتم تدريبهم في هذه الثكنة بهدف الإرسال إلى سوريا، وقائد هذا المعسكر هو العقيد حسيني مقدم، وما يتم تدريبه في هذ الثكنة هو تدريب أسلحة قناصة والقناص والهاون والتكتيك.

10- مركز تدريب قوات المغاوير:

يعتبر هذا المركز من أنشط المراكز التدريبية لفيلق القدس، حيث يقع شمالي طهران وله صلة بموقع 950 ويتم فيه تدريبات قوات المغاوير.

11- مدينة آبادان - تدريب الغوص وما يخص البحرية.

12- مدينة الأهواز- التدريبات البحرية.

13 - مجور جزيرة قشم للتدريبات البحرية.

14- ثكنة شهريار:

تعتبر هذه الثكنة إحدى المواقع التدريبية التابعة لفيلق القدس في جنوب غربي طهران. وإضافة إلى ذلك تعتبر المحطة الأخيرة لعملاء النظام من الأفغان ممن يرسلون إلى سوريا والقادمين من مدن قم و طهران ودليجان، وحاليا يتم إرسال الفين من الرعايا الأفغان إلى سوريا أسبوعيا من هذا المعسكر، حيث تبقى المجموعة قرابة الشهرين في سوريا، ثم يحل محلهم عناصر بديلة. ويشرف أحد الضباط من فيلق القدس المعروف باسم "خاوري" على عملية إرسال القوات إلى سوريا في هذه الثكنة.

وتشكل المواقع الآنفة الذكر جزء من مواقع تابعة لفيلق القدس، حيث تعود إلى تدخلات قوات الحرس الإيراني في دول المنطقة خلال السنوات الأخيرة، ولدى فيلق القدس عشرات من المواقع المماثلة بهدف التدخل في العراق.

وتؤكد الدراسة أنه تم وضع مواقع ومعسكرات قوات الحرس جميعا تحت تصرف فيلق القدس بهدف تدريب القوات العميلة القادمة من البلدان الخارجية، وإضافة إلى فيلق القدس هناك قوات أخرى تابعة لقوات الحرس الإيراني منها القوة البرية والبحرية وكذلك القوة الصاروخية، جميعها متورطة في تدخلات النظام بدول المنطقة، حيث وضعت قواتهم وأسلحتهم وإمكانياتهم كافة لمغامرات النظام التوسعية وإثارة الحروب من قبله.