بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
اشتهرت مدينة حماة بتميز حراكها السلمي ضد نظام الأسد من حيث الشعارات والأعداد الكبيرة التي شاركت فيه، فكانت مظاهرات مدينة حماة المليونية مثالا للتجمعات السلمية والتنظيم والتنسيق في مظاهرات طيبة الإمام وحلفايا كان مضرباً للأمثال، كما اشتهر حراك حماة بلافتات كفرزيتا، ومورك، وكفرنبودة، وقلعة المضيق المميزة.
ومع دخول الثورة السورية عامها السادس وعودة إحياء الحراك السلمي في معظم الأراضي السورية ظهر جلياً غياب أي حراك سلمي في ما بقي محرراً من أراضي ريف حماة، حيث لم يسجل أية نقطة تظاهر في أرياف حماة الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية.
وعن سبب عدم خروج أية تظاهرات أو حراك سلمي، قال الناشط الإعلامي "محمد العبد الله" لبلدي نيوز: "إن حال الريف الحموي وعلى الأخص الشمالي والذي كان يعتبر سابقاً من أكبر أرياف حماة من حيث التجمع السكاني، يختلف تماماً عن حال باقي المدن والقرى المحررة في سوريا، فهذا الريف الذي يحوي مدناً كـَ (طيبة الإمام وحلفايا واللطامنة وكفرزيتا ومورك وكفرنبودة) باتت حقل تجارب لوحشية النظامين السوري والروسي حتى أصبحت مدناً خاوية على عروشها وخالية من سكانها، ولم يبقَ في كل مدينة إلا أعداد قليلة من البسطاء الذين أعيتهم أعباء النزوح وأتعبهم التشرد، فعادوا إلى ركام منازلهم ليصلحوها ويسكنوا فيها".
وأضاف "العبدالله": "ومع دخول الهدنة المزمعة حيز التنفيذ ضاعف طيران الأسد وآلته الحربية من اعتداءاته المتكررة على المدن سابقة الذكر، حيث يسجل يومياً عشرات الحالات من الخروقات بمختلف أنواعها، فضلاً عن طائرات الاستطلاع التي لم تفارق سماء المناطق المحررة والتي ترصد التجمعات لتأتي بعدها طائرات النظام الحربية والمروحية لتقصف هذه المناطق".
مضيفا أن هذه العوامل وغيرها جعلت من إمكانية التجمع والتظاهر هي مجازفة بالأرواح.
وأشار الناشط الإعلامي إلى أن "مناصري الحراك السلمي من أبناء حماة ريفاً ومدينة يشاركون إخوتهم في معظم مظاهرات مدينة إدلب وريفها حيث استقروا بعد نزوحهم، كما يشاركون في كل محفل ثوري في تركيا أو دول أوروبا وغيرها من بلدان الشتات التي وصلوا إليها".
وأردف "العبد الله" أن باقي القرى هي مناطق تماس مع النظام كسهل الغاب الشمالي وقرى جبل شحشبو في الريف الغربي، وقرى حربنفسة وعقرب في الجنوبي، أو مناطق يصعب فيها التظاهر كقلعة المضيق حيث يربض حاجز الحابوسه في التلة أعلى المدينة والذي أرسل تهديداً مباشراً بإطلاق الرصاص من الرشاشات الثقيلة على أية محاولة للتظاهر.
يذكر أنه يوجد ما يقارب الربع مليون نازح من أرياف حماة في مخيمات النزوح بمدينة إدلب، فضلاً عن وجود أرقام كبيرة من النازحين المقيمين في أبنية سكنية، وتشهد مخيمات أطمة الحدودية والتي يتواجد فيها أكبر نسبة من نازحي حماة حراكاً سلمياً متزامناً مع بباقي المناطق الثائرة في الأراضي السورية المحررة.