ديلي ميل – (ترجمة بلدي نيوز)
بالتزامن مع إجلاء آخر الجرحى والجياع المحاصرين في أحياء حلب الشرقية بعد خمس سنوات من حرب النظام على الشعب السوري، يحتفل موالو الأسد في الأحياء الغربية بعيد الميلاد.
لقطات الفيديو تظهر جوقة أطفال تغني بينما يرتدي الموسيقيون زي بابا نويل أمام شجرة عيد ميلاد متلألئة في المناطق الغربية من المدينة التي تسيطر عليها قوات النظام، وفوق ذلك ترفرف الأعلام الروسية، الإيرانية والسورية من الشرفات.
الاحتفالات، التي أقيمت جنباً إلى جنب مع ملصقات ضخمة للديكتاتور السوري، كانت قطعت لفترة وجيزة بسبب انفجار قنبلة قرب منطقة العزيزية ولكنها استمرت بعد لحظات، مع أن مشاعر الفرح كانت في تناقض صارخ مع ما يحدث في شرق المدينة، حيث غطت الثلوج الكثيفة الأرض والمباني المنهارة مضيفةً المزيد من المعاناة إلى بؤس الآلاف ممن ما يزالون محاصرين في داخل ما كان يعتبر معقلاً أساسياً للمعارضة السورية.
وبينما يتجمهر سكان غرب حلب أمام أول شجرة عيد ميلاد منذ اندلاع القتال في المدينة عام 2012، يقبع النساء والأطفال وكبار السن في المنطقة الشرقية من المدينة أمام نار بسيطة علهم يحصلون على بعض الدفء مع درجات حرارة تصل إلى -3C.
الاحتفالات التي جرت تحت راية الأسد العملاقة، لم يبد فيها أي علامات عن إحساس بالمعاناة التي يشعر بها الآلاف من الناس على بعد بضعة أميال فقط من الطريق شرق حلب.
وقد كان طاقم الهلال الأحمر السوري في المناطق الشرقية يرتدي الزي الأحمر أيضاً ولكن ليس للاحتفال بل للمساعدة في عمليات الإجلاء للمشردين على جانب الطريق فيما تقف سيارات الإسعاف في مكان قريب بالكاد تبدو مرئية من كثافة الثلوج.
هذا وقد غادر 25.000 شخصاُ على الأقل مناطق الثوار في حلب منذ اتفاق مقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي على الانسحاب من المدينة بعد سنوات من القتال، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي تشرف على العملية.
وكان الإجلاء قد تم بعد تقدم لجيش النظام ومواليه من الإيرانيين والروس وبعد شهور من الحصار الذي أودى بحياة المئات من المدنيين والثوار.
وبوساطة حليف النظام الروسي وتركيا، انتقلت خطة الإخلاء قدماً بعد أن توقفت لفترة وهي في مراحلها الاخيرة، وقد استخدم الجنود يوم الثلاثاء مكبرات الصوت لتحذير باقي المقاتلين والمدنيين أن الوقت قد حان لمغادرة المناطق الشرقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك 60 حافلة على استعداد لإجلاء حوالي 3.000 مقاتل ومدني من موطئ قدم المعارضة الأخير في المدينة.
ومع آخر قافلة تغادر حلب، من المتوقع من الحكومة السورية إعلان سيطرتها الكاملة على المدينة للمرة الأولى منذ عام 2012.
ويتوجه العديد من سكان حلب ممن هجروا قسراً عن ديارهم إلى محافظة إدلب المجاورة للبقاء مع أقاربهم أو في مراكز النزوح.
يقول أبو محمد، وهو أب لأربعة أطفال من شرق حلب: "إننا لا نريد مغادرة أرضنا، ولكن النظام السوري وروسيا وإيران استخدموا كل الأسلحة المتاحة لطردنا" ويضيف: "الآن هم مستعدون لسجننا هنا ليحاصرونا مجدداً ويقصفونا" متحدثاً لوكالة فرانس برس في مخيم يضم حوالي 100 أسرة نازحة.
وقد قدر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن 700،000 نازح داخلياُ قد وجد المأوى في إدلب منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل نحو ست سنوات.
وكان للتدفق إلى إدلب تأثير ساحق على الحياة اليومية، مع تكلفة الإيجارات وغلاء ونقص المواد الغذائية الأساسية والتي أصبحت حقيقة واقعية مشتركة بين السكان هناك.