ماكلاتشي-(ترجمة بلدي نيوز)
في تقرير صدر هذا الأسبوع عن المجلس الأطلسي كشف فيه كيف قامت روسيا وجيش النظام بالسيطرة على مدينة حلب من الثوار- وذلك عن طريق استخدام صور الأقمار الصناعية وغيرها من التكنولوجيا المتاحة والتي ستمكن من الضغط باتجاه بناء قضية تدعم الاتهامات بارتكاب جرائم حرب من قبل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
التقرير، والذي يدعى "السيطرة على حلب"، يوضح بالتفاصيل التكتيكات والاستراتيجية التي استعان بها الروس والجيش السوري في استعادة مدينة حلب من الثوار، الذين كانوا يسيطرون عليها لأربع سنوات خلت وهي تعتبر المركز التجاري السوري الأهم.
ويأمل واضعو التقرير أنه من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية سيستطيعون توضيح العمليات العسكرية السورية والروسية في حلب، و النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تستخدم في الإجراءات القانونية في المستقبل.
يقول غاليوت هيغنز وهو زميل في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي للمجلس الأطلسي: " التقرير يهدف لرفع مستوى الوعي (حول الأعمال الوحشية) من خلال وسائل الإعلام، ولكن ما نريده حقاً هو المساءلة القانونية، وهذا يمكن أن يكون من خلال القضايا المدنية أو من خلال آليات مثل المحكمة الجنائية الدولية."
ويعتبر هيغنز، خبيراً رائداً في مجال أبحاث الطب الشرعي الرقمي. وقد استخدم لأول مرة خرائط جوجل لصور الأقمار الصناعية للتحقق من أشرطة الفيديو الخارجة من بلدان الربيع العربي في عام .
وقد بدأ عمله بصفحة تدوين على الانترنت عام 2012، حيث كتب عن فضيحة قرصنة الهاتف في المملكة المتحدة والأسلحة المستخدمة في سورية، واكتسب عمله الاهتمام عام 2013، عندما استخدم الصور الرقمية لإثبات أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم بغاز السارين عام 2013 في الغوطة الشرقية .
وقد أسس في وقت لاحق Bellingcat، وهو موقع تحقيق يحلل حوادث مثل إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق اوكرانيا 2014 وتحركات عصابات المخدرات المكسيكية.
وفي تقرير هيغنز ، استخدم الباحثون المواد المتاحة لإثبات أن حكومة الأسد وحلفائها قد قصفوا المستشفيات واستخدموا الأسلحة الحارقة والكيميائية والذخائر العنقودية المحظورة لكسر قبضة الثوار على حلب .
وأضاف معدو التقرير أن الأسد إذا حاول تسمية هذه التقارير بالوهمية أمام المحكمة الجنائية الدولية فإنه سيواجه متاعب كبيرة .
ويتضمن التقرير دراسة حالة لمستشفى في شرق حلب المعروفة باسم M2 والتي تعرضت للهجوم 12 مرة على الأقل بين يونيو وديسمبر 2016. وباستخدام صور الأقمار الصناعية والمنطقة المحيطة بها، فإن لقطات الكاميرات داخل المستشفى، والصور التي نشرت على الانترنت من قبل الصحفيين في حلب ستثبت أن هذه الهجمات قد حدثت فعلاً وسوف تشير بقوة إلى استخدام القنابل التي تسقطها الطائرات والمدفعية، وذلك تماشياً مع تقارير من المستشفى.
هذا وكانت هيومن رايتس ووتش قالت في تقرير جديد أن قوات الحكومة السورية شنت هجمات بالأسلحة الكيميائية على النصف الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب العام الماضي.
وقال هيغينز في مقابلة على سكايب أن منهجية المنظمة تعتمد على استخدام صور الأقمار الصناعية، ولكن على عكس الأبحاث الجنائية الرقمية، فإنها تعتمد أيضاً بشكل كبير على روايات شهود العيان.
وأضاف: "يجب أن نكون قادرين على الحصول على إفادات الشهود التي تملكها هيومن رايتس ووتش ونقوم بجمعها مع البيانات التي قمنا بجمعها وتحليلها، بحيث تقدم قضية حول ما حصل في حوادث مختلفة في حلب".
ومع ذلك ، فإن الباحثين ليسوا بعد متأكدين مما إذا كان عملهم سيؤثر على سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا. حيث تم قتل أكثر من 400،000 شخص على الاقل على مدى السنوات الست الماضية، وفقاً لمراقبي لحقوق الإنسان.