بلدي نيوز – طرطوس (ميار حيدر)
أكدت مصادر إعلامية موالية للأسد في عموم الساحل، قيام 28 محطة محروقات يرعاها ضباط في الحرس الجمهوري والأمن العسكري بتهريب مخزونها من المحروقات بهدف بيعها في السوق السوداء بأضعاف الأسعار.
وأضافت المصادر، أن غالبية المحطات تعمل خلال ساعات الليل على تفريغ مستودعات المحروقات بصهاريج صغيرة، ومن ثم توجيهها برفقة عناصر مسلحين وتعبئتها ببراميل وغالونات وبيعها بثلاثة أضعاف سعرها المرتفع أصلاً.
تهريب المازوت
ما أن تتم عملية تفريغ صهاريج الوقود في 28 محطة محروقات، تأتي الصهاريج الصغيرة لتعبئ مادة المازوت، وعندما يأتي أي موالي للأسد لتعبئة مازوت من أجل التدفئة، يتم نفي وجود أي قطرة مازوت في المحطة.
الأمر الذي يضطر أي موالي للأسد للذهاب إلى "سوق التهريب"، ودفع أضعاف الثمن، والذي يعود إلى جيوب ضباط الحرس الجمهوري، والأمن العسكري والتجار المتعاملين معهم.
كما يقوم تجار السوق السوداء بوضع بسطات من عبوات البنزين أمام الجميع وعلى العلن، ويوضع عليها السعر 900 ليرة، ما يجبر الموالون على شراء البنزين من هذه البسطات، لعدم توفره في "الكازيات"، ويمكن للمار في أي حارة أو زاوية مشاهدته.
مديرية تموين طرطوس في نظام الأسد تعلم ما يفعله أصحاب محطات الوقود، ولكن تجده يجلس مع صاحب الكازية ويشرب متة وشاي، بينما الناس تنتظر وتنتظر علها تحصل على ليتر بنزين، إضافة إلى أن الغاز مقطوع وإن وُجد الأسطوانة الواحدة بـ 3000 ليرة، وفق قول أحد المواطنين.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من أزمة محروقات حقيقية تعكس مدى انحسار إمكانيات الأسد ونظامه، وتراجع قدرته الإنتاجية للمشتقات النفطية وصولاً إلى مادة الخبز فالكهرباء وغيرها، وسط عجز حكومة الأسد عن تأمين المحروقات ابتداءً من العاصمة دمشق وحتى معقل الأسد في الساحل.
يذكر أن وزارة التجارة الداخلية في حكومة الأسد قد أقرت قبل ثلاثة أشهر زيادة أسعار المحروقات بنسبة 40%، أي أن سعر لتر البنزين ارتفع إلى 225 ليرة (0.47 دولار) من 160 ليرة (0.34 دولار)، أي بزيادة أكثر من 40%.
وارتفع سعر لتر المازوت إلى 180 ليرة (0.38 دولار) من 135 ليرة، أي بزيادة نحو 33%، كما زاد سعر أسطوانة الغاز المنزلي ليصبح 2500 ليرة (5.3 دولارات) بدلا من 1800 ليرة، أي بزيادة نحو 38%، علماً أن (دخل الموظف لا يتعدى 60 دولاراً).