بلدي نيوز - اسطنبول (غيث الأحمد)
تستعد كل من فرنسا وبريطانيا لتقديم مشروع قرار مشترك إلى مجلس الأمن يدعو إلى وقف الهجمات الجوية التي يشنها نظام الأسد وروسيا، وكذلك وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن ودون عوائق في جميع أنحاء سوريا، في وقت اقترحت فيه موسكو العمل مع الأمم المتحدة لفتح أربعة ممرات إنسانية لإخراج المدنيين وخصوصاً الجرحى من شرق حلب، وإدخال مساعدات طبية إليها، بينما أعلنت تركيا عن قرب توصلها إلى اتفاق مع روسيا لحل الوضع في حلب.
ويطالب مشروع القرار الفرنسي البريطاني جميع الأطراف، وخاصة نظام الأسد، الامتثال فورا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بما في ذلك ما يتعلق بجميع المناطق المحاصرة، ويشير إلى أن هذه الانتهاكات التي ترتكب قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب ألا تمر دون عقاب.
وكانت مصر ونيوزيلندا وإسبانيا قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة الخاصة التي دعت إليها فرنسا حول الوضع في سوريا، وطالب مشروع القرار بوقف الهجمات من قبل كل الأطراف في حلب لمدة عشرة أيام متتالية على الأقل، وذلك لتحقيق الوصول الإنساني العاجل والملح لسكان المدينة من خلال التنسيق الكامل مع الأمم المتحدة وشركائها.
كما دعا المشروع كذلك إلى ضرورة العمل على تنفيذ وقف الأعمال العدائية في سوريا بصفة عامة وفقا للقرار 2268 على أن يتم تدعيم أدوات مراقبة التنفيذ، ويتضمن المشروع كذلك وبوضوح، المطالبة بالتعاون والتنسيق للقضاء على بؤر الإرهاب في سوريا والجماعات الإرهابية التي تسيطر على جزء مهم من الأراضي السورية، وكذلك مطالبة جميع الأطراف وبوضوح بالاستجابة إلى إرادة المجتمع الدولي من خلال وقف التعاون مع الجماعات الإرهابية ولا سيما "جبهة فتح الشام" والانفصال عنها، سواء على المستوى السياسي أو العملياتي على الأرض، ويناشد المشروع ضرورة العمل لبدء مفاوضات جادة بين الأطراف السورية بشأن المرحلة الانتقالية وفقا لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
من جهته أفاد الناطق باسم الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين بحث الوضع في مدينة حلب مع مجلس الأمن القومي الروسي و"اتفقوا على ضرورة مواصلة الجهود لتسليم المساعدات الإنسانية إلى شرق المدينة".
وكان نائب رئيس الوزراء التركي، الناطق باسم الحكومة نعمان كورتولموش، قال اليوم إن بلاده تسعى مع الأطراف المعنية وخاصة روسيا لإحلال حالة وقف إطلاق النار في محافظة حلب السورية، وأن المباحثات في هذا الشأن بين الطرفين أوشكت على الانتهاء.
وجاءت تصريحات كورتولموش خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني بث على قناة (تي آر تي) الحكومية، حيث أوضح فيه أنّ تركيا تقوم بكامل واجباتها من أجل إنهاء المأساة الإنسانية الحاصلة في حلب، وأضاف كورتولموش، أن المساعي التركية الرامية لوقف إطلاق النار في حلب لا تقتصر على المباحثات مع روسيا، أنما هناك حديث حول هذا الشأن مع كل من ألمانيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه أكد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على مبادرته المتمثلة في النقاط الأربع، والتي تدعو إلى وقف القصف وإدخال المساعدات وخروج مقاتلي "جبهة فتح الشام" "النصرة سابقاً"، مشيراً إلى أن هذا الإجراء سيساعد في تجنب إراقة الدماء.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند، أكد دي ميستورا استمرار جهود المنظمة الأممية لإطلاق عملية سياسية في اللحظة المناسبة بالتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة المنتهية ولايته بان كي مون والأمين العام المنتخب للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، لكنه شدد أن الأولوية الآن هي إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين والنازحين.
وقد أودت الغارات الجوية والقصف المدفعي غير المسبوق من طرف نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية لمدينة حلب منذ 15 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي إلى سقوط مئات الشهداء من المدنيين ونزوح أكثر من 25 ألف شخص من منازلهم. وحذر أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، الأربعاء، من أن حلب قد تتحول إلى "مقبرة ضخمة".