بلدي نيوز – (نزار حميدي)
سيطرت ميليشيات "ب ي د" الكردية أمس على (مدرسة المشاة وتل الشعير والوحشية ومعمل الاسمنت وفافين والمسلمية وكفر قارص وكفر صغير وتل سوسيان ومعراتة، وحليصة) جنوب وشرق بلدة مارع بريف حلب الشمالي.
ويأتي هذا التقدم الأخير لميليشيات "ب ي د" بأسناد ودعم من قوات النظام، وتسهيل على ما يبدو من تنظيم "الدولة"، الذي يرغب بدفع الأكراد إلى الواجهة في مواجهة تركيا.
فميليشيات "ب ي د" والتي تعرف مسبقاً أنها الهدف التالي لقوات الجيش الحر ضمن عملية درع الفرات، لم تكتف بتحصين مواقعها الدفاعية، بل حاولت التقدم (بضوء أخضر من نظام الاسد) وبادرت بالهجوم على قوات الجيش الحر المتقدمة نحو مدينة الباب الأسبوع الماضي، وحصلت على إثرها مواجهات عنيفة بين الطرفين استمرت ثلاثة أيام في محور قرى الشيخ عيسى وحربل وأم حوش غرب وجنوب بلدة مارع، أوقفها الجيش الحر ليتابع عملياته ضد تنظيم "الدولة" وصولاً إلى الباب، وهي هدفه الرئيس في هذه المرحلة، ليتفاجأ بانسحاب "التنظيم" من قرى( تل المضيق وتل جيجان)، وبراميل مروحيات الأسد الداعمة لميليشيات "ب ي د" التي تقدمت نحو تلك القرى.
النظام يريد من الميليشيات الكردية أن تكون سداً بينه وبين قوات الجيش الحر، وأن لا يقع بين فكي كماشة في حال سيطر الجيش الحر على مدينة الباب ومحيطها والذي أعلن أنه سيواجه قواته ويحرمه من حصار حلب .
بمقابل ذلك تكون الميليشيات الكردية قد أمنت الاتصال بين قواتها في عفرين وجنوب أعزاز بقواتها المتواجدة في منبج وريفها عبر الالتفاف غرب وجنوب الباب في القرى قليلة التحصين، وتجنب دخول معركة الباب، والتي قد لا تكون أسهل من معركة منبج، بالإضافة سيكون ظهرها محمياً من قبل قوات النظام، وبنفس الوقت هو من يؤمن لها الدعم والاسناد وتقديم السلاح كلما لزم الأمر .
أما التنظيم والذي أدرك دنو أجل تواجده في ريف حلب فهو الآن يدير معركة خلط الاوراق، فبدأ بتسليم القرى غرب الباب لميليشيات الكردية والتي يعلم أنها سوف تكون خط اشتباك بين الجيش الحر وتلك الميليشيات لاحقاً، بينما هو يتجهز لمعركة مدينة الباب.
ما يعني أن الأيام المقبلة قد تشهد تحركاً للميليشيات الكردية شرق الباب، والسيطرة على قرى شرق الباب وجنوبه، وصولاً لإكمال الطوق حول مدينة الباب، لفرض أمر واقع خصوصاً بعد الاصرار التركي على طرد تلك الميليشيات من منبج، بعد تحرير مدينة الباب، والذي تكرر على لسان عدد من المسؤولين الاتراك، وأخر هذه التصريحات ما جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان .
وفي ظل كل هذه التهديدات يتابع الجيش الحر تقدمه بتجاه مدينة الباب وهو مصر حسب ما ورد في تصريحات العديد من قياداته على المضي قدماً لتحرير الباب ومنبج وطرد كل من "تنظيم الدولة" وميليشيات "ب ي د" الكردية وتحريرها منهم .