بلدي نيوز – (نور مارتيني)
انتهت الهدنة الروسية الأخيرة، وكما سابقاتها ازدادت وتيرة القصف وشراسته بعد انقضائها، ورغم أنّ الهدنة لم تحرز أيّ تقدّم يذكر في ملف "حلب"، الذي تحوّل إلى الملف رقم /1/ إعلامياً، غير أن المجتمع الدولي ماضٍ في الضغط لإحراز تسوية ما، في الوقت المستقطع، حتى وإن كان على حساب دماء الشعب السوري.
على الرغم من الضغوطات الدولية على روسيا، بوجوب إنهاء ممارسات روسيا الإجرامية، التي تنتهجها فيما وصفه الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" بـ "حلب الشهيدة". غير أن روسيا – على ما يبدو- ماضية في ما بدأته قبل أكثر من عام في سوريا، وتحديداً في حلب الشرقية التي دمّرت بنيتها التحتية، ومشافيها، ومراكز الدفاع المدني فيها، فضلاً عن فرض حصارٍ قاسٍ على حلب الشرقية وحرمانها من أبسط مقومات الحياة.
وفي آخر التطورات، ألغت الأمم المتحدة خططاً أعلنت عنها سابقا لإجلاء مرضى وجرحى من منطقة حلب الشرقية المحاصرة، والتي تقصفها المقاتلات الروسية والسورية بشكل مستمر. وكانت مبررات الأمم المتحدة، التي أعلنت عنها أمس الاثنين، هي إلغاء الخطة نظراً لأن أطراف الصراع لم يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المرضى والأطفال والمسنين.
حيث صرّح منسق الإغاثة الأممية في حالات الطوارئ "ستيفن أوبراين"أن عمليات الإجلاء أعاقتها عوامل عدة، من بينها "التأخير في تسلم الموافقات الضرورية من السلطات المحلية في شرق حلب"، موضحاً في بيان خاص أن الحكومة السورية رفضت السماح بدخول الإمدادات الطبية والمساعدات إلى حلب المحاصرة. كما أضاف "أوبراين" أن الأمم المتحدة لم تنفذ أي عمليات إجلاء للمصابين أو عائلاتهم أثناء وقف إطلاق النار الذي امتد لثلاثة أيام وأعلنته روسيا من جانب واحد، الأسبوع الماضي.
تتزامن هذه التطورات، مع قيام الأمين العام للأمم المتحدة، المنتهية ولايته "بان كي مون"، بتكريم مندوب النظام السوري "بشار الجعفري"، بمناسبة مرور عشرة أعوام على تسلّمه مهامه كمندوب لدى النظام في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى المندوب الروسي "فيتالي تشوركين".
فيما يتعلّق بتهديدات التصعيد في حلب، وتهديدات الرئيس الروسي المتكررة بتحويلها إلى "غروزني"، يقول الصحفي السوري "فراس ديبة": "الوضع في حلب عسكريا معقد، وليس كما يحاول البعض تصويره بأنه يمكن حسمه بسيناريو غروزني"، ويوضح "ديبة" أنّ "العدو الروسي يسعى إلى تنفيذ أية عملية إجلاء للمدنيين، من أجل تقديم مبرر أخلاقي أمام العالم أنه أخرج المدنيين، وأن من بقي في حلب المحررة هم الإرهابيون".
ويتابع الصحفي السوري "فراس ديبة" موضحاً أن "إعلام النظام قد نشر يوم أمس صوراً لأشخاص، يدّعي أنهم عائلات خرجت من حلب الشرقية عبر المعابر الوهمية التي أعلن عنها، وهي تمثيلية مكررة كثيراً سابقاً، لكن الملفت هذه المرة أن الروس هم من أشرفوا على تنفيذها حسب معلومات خاصة وصلتني من مصادر في حلب المحتلة".
ويلفت "ديبة" إلى أن تهديدات الأمم المتحدة بوقف عمليات إجلاء المرضى، ليس لها أي ثقل أو وزن، موضحاً أنه بخصوص "عملية إخلاء المرضى، فلم يكن هناك طرح جدي ومنطقي من قبل الأمم المتحدة يضمن سلامة هؤلاء المرضى".
كما أوضح الصحفي "ديبة" أنه "بالنسبة لتكريم الجعفري، فهو بروتوكول اعتيادي في الأمم المتحدة لمن أتمّ عشر سنوات عمل في المنظمة الدولية، ولا دلالات سياسية على التكريم، في حين أن الدلالة السياسية الأهم بوجود الجعفري في الأمم المتحدة كممثل عن المجرم بشار الأسد".
فشل جديد تضيفه مؤسسة الأمم المتحدة إلى سجلها الحافل، فيما يتعلّق بأداء المؤسسة في الملف السوري، خاصًة وأنها أثبتت أكثر من مرّة، أن مهمتها الرئيسية هي دعم نظام بشار الأسد، على الأقل خلال فترة الأمين العام المنتهية ولايته "بان كي مون".