بلدي نيوز – حلب (عبد الكريم الحلبي)
شهر وعدة أيام مرت على حصار مدينة حلب وإطباق الخناق عليها من قبل قوات النظام، لتظهر الأسواق التي كانت مكتظة يوماً ما بحالة مأساوية، فمنها ما بات مغلقا، ومنها ما فقد معظم مواده.
بدورها، شهدت السلع الرئيسية غلاء غير متوقع ليصل سعر كليو مادة السكر إلى (٣٠٠٠) ل.س، ويصل اللتر الواحد من الزيت النباتي (١٥٠٠) ل.س، فيما بدأ الأهالي يسعون إلى توفير ما وجد من مخزون احتياطي من مواد أساسية إن كانت تموينية أو غذائية.
أما عن المحروقات، فلا وجود لها في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى (٧٠٠٠٠) ل.س في حال وجودها، كما هو حال باقي المواد من مازوت وبنزين وكاز في تلك المناطق.
أما الكهرباء البديلة، فقد شهدت ارتفاعاً ليصل سعر الأمبير الواحد إلى (٣٠٠٠) ل.س كما أن معظم المولدات الكهربائية توقفت عن العمل نتيجة فقدان مادة المازوت في المدينة، أما عن المياه فالأهالي يعانون جداً من صعوبة تأمين المياه لمنازلهم وذلك للقصف المتكرر على محطة سليمان الحلبي والاشتباكات الدائرة في المنطقة.
معاناة السكان
"تهاني" وهي من سكان أحياء حلب المحاصرة، تتحدث عن المعاناة والصعوبات في تأمين احتياجات منزلها من طعام وشراب، قائلة: "الشتاء قادم، كيف لي أن أجد تدفئة لأبنائي وأقيهم من البرد، فالوضع في المدينة أصبح مأساوياً للغاية حيث إنني لا أستطيع تأمين الطعام والمحروقات والحليب والحفاضات لطفلي الصغير بسبب الشح والفقدان في الأسواق".
وتضيف "تهاني" في حديثها لبلدي نيوز: "لا يوجد خضروات وفواكه تغذي أبنائي، عن ماذا أتحدث أكثر من ذلك.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
أما قصي، فهو أحد بائعي المواد الغذائية في مدينة حلب تحدث لبلدي نيوز بقوله: "سوف يأتي فصل الشتاء صعبا على مدينة حلب إذا لم يتم فك الحصار عن المدينة فالوضع سيئ جدا، والمدنيون لا يستطيعون شراء شي أبدا بسبب غلاء الأسعار بشكل كبير جدا.. من هذه المواد السكر والخبز واللبن، والأسعار ترتفع يوما بعد يوم بسبب طول الحصار".
ترقب المعركة
ولا تزال أنظار المدنيين المحاصرين داخل أحياء حلب الشرقية متوجهة إلى تلك المعارك التي وعدت بها فصائل المعارضة لفك الحصار وطرد النظام منها، بعد انقطاع طريق الكاستيلو الذي كان يعتبر شريان المدينة.
كما أن الحالة الإنسانية السيئة امتدت لتشمل ملف النزوح حيث إن الأهالي الذين اختاروا الخروج من حلب بعد فك الحصار، تعرضوا للقصف من النظام، كون الطريق لم يكن مؤمنا بشكل كامل.
ولا شيء في حلب سوى أمل ووعود بفك الحصار عن المدينة ومؤازرات وتعزيزات من جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب، بينما والأهالي يترقبون، فهل سيكون الحال مشابهاً لمضايا، أم أن الشهباء عصية على الحصار؟